كان تجمعا عماليا "مهيبا"، ففي ظل "تواضع" احتفالات النقابات التقليدية، خلقت النقابة الجديدة الحدث هذا الصباح، كان المسير واقفا بكل شموخ، محاطا بكبار "قادة" النقابة الوليدة، و أمامه ساحة تعج بالخواء، تحدث المسير طويلا، ثم مرر الكلمة إلى المسؤول المحلي، و الذي لم يكن سوى المسير ذاته، الذي تحدث طويلا ثم مرر الكلمة للمسؤول الإقليمي الذي لم يكن مرة أخرى سوى المسير نفسه، تحدث أيضا كثيرا، ثم مرر الكلمة للمسؤول الوطني… و لن تستغربوا إذا عرفتم أنه نفسه المسير ! و الحقيقة أن "كامل الأوصاف" في تقمصاته العديدة كان يقف أمام جموع "اللا أحد" و يخطب فيهم بكل جدية، و لم يترك خلال حديثه صغيرة أو كبيرة إلا و تحدث عنها، تكلم عن السياسة و النقابة و الدين و الرياضة و التقاليد القصرية و الشهداء القصريين و عن أوباما و ترامب و ميسي و عن أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية… و خلال حديثه، جفت أقلام المقدمين و رجال الاستعلامات العامة فانصرفوا، و تورمت أقدام رجال الأمن فانصرفوا… و تبرم قادت النقابة و انصرفوا… و وقف Khalid Cherradi غير مستوعب ثم انصرف، و نفذ صبر رواد المقاهي المجاورة فانصرفوا… و طارت الطيور من أشجار الساحة و نبذت الفراخ في الأعشاش و انصرفت.. و تململ "فيديل كاسترو" في قبره و هو يرى رقمه القياسي في الخطابة على وشك السقوط… و صاحبنا يخطب و يخطب و يخطب… جهة واحدة كانت غائبة عن الحادث العظيم: مؤسسة "جينيس" للأرقام القياسية