المتاجرة بالتاريخ موضة المرحلة، حيث اصبح كل من عاصر مرحلة حساسة وقعت فيها احداث عميقة يحاول جاهدا تأويل تلك الاحداث على مقاسه او على مقاس الموقع الجديد الذي يريد التحول اليه وعرضها (الاحداث والوقائع) كسلعة للذين يشترون كل شيء.. لكم نريد ان نقول بصوت مسموع : ها انتم بعد ان صنعنا تاريخنا مند ماقبل عشرين فبراير وبعدها تحاولون تطويقنا وثنينا عن المضي قدما في ما نحن عازمين على تغييره، وتحاصروننا وتسدون كل منافد التاريخ في اوجهنا، ذاك التاريخ الذي كنتم جزءا منه فاعلين ومنفعلين مع عناصره، ذاك التاريخ الذي اجتهدتم في اقباره، لانه تاريخ اخطائكم،او قل للدقة اكثر تاريخ ارتداداتكم، وفي نفس الوقت هو تاريخ تضحيات الشهداء الذين استرخصوا ارواحهم فداءا للتقدم والمستقبل، والا ماكان ليكون سلعة قابلة للبيع .. تحاصروننا بجزء من التاريخ، ونحاصركم نحن بالمستقبل، نعم بالمستقبل وبتساؤلاتنا المشروعة، نحاصركم بمبدأ النقد والنقد الذاتي وبأعين العارفين بمجرى التاريخ الانساني، المستقرئيين لعبره ودروسه والمستفيديين من اخطائه . نحاصركم بالحلم الذي صرتم تقولون عنه دوغما ويتوبيا، نحاصركم به لانه في نظرنا شرط من شروط التغير، مع ايماننا بان التغيير لم ولن يأتي بالحلم وحده.. نحاصركم بالوفاء للشهداء، نعم، بالوفاء للشهداء.. وللمرة الألف سنقول: ليس تاريخ ذاك الذي لم يكتب بدماء الشهداء.. وليس هناك مستقبل للذين نسوا او خانوا الشهداء …