كانت مدينة القصر الكبير مساء يومه السبت 4 فبراير على موعد مع البروفيسور عبد الإله الصوادقة في لقاء تحسيسي حول داء سرطان الثدي من الكشف المبكر إلى مسارات العلاج. نظم اللقاء كل من الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة بالقصر الكبير و ودادية أطباء القصر الكبير و جمعية أمل لمحاربة السرطان بالقصر الكبير و احتضنته قاعة المركز الثقافي البلدي حضره جمهور كثيف خاصة من طرف النساء للاستفادة من نصائح الأستاذ المحاضر و التعرف على سبل الوقاية من المرض و طرق الكشف المبكر. أدار جلسة اللقاء الأستاذ رشيد جلولي حيث بعد منح كلمات للجهات المنظمة أعطى المداخلة لبروفيسور عبد الإله الصوادقة وهو رئيس مصلحة الجراحة بالمعهد الوطني للأنكولوجيا بالرباط، ورئيس الجمعية المغربية لداء السرطان، وعضو الهيئة العلمية للجمعية المغربية لمحاربة السرطان حيث تطرق بداية إلى التعريف بداء السرطان والذي هو خلل يصيب الخلية بحيث تصبح غير خاضعة لرقابة الجسم، ثم تطرق إلى إحصائيات خاصة بالمغرب تؤكد أن مرض السرطان الأول الذي يصيب النساء هو مرض سرطان الثدي ثم يليه سرطان عنق الرحم الذي كان مصنفا هو الأول في فترة الثمانينات و التسعينات أما بالنسبة للرجال فسرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى ثم يليه سرطان البروستاتا. وقد شخص الأستاذ المحاضر أسباب المرض في أربعة عوامل أولها عوامل ذاتية راجعة لرواسب وراثية ثم لأسباب هرمونية حيث أن هرمون الأستروجين الأنثوي يؤثر على الثدي و يمكن أن يتحول إلى خلايا سرطانية ،موضحا بعض الحالات التي قد تتأثر أكثر من هذا الهرمون وهي النساء اللواتي يكون بلوغهن قريب من سن العاشرة و كذا النساء اللواتي يتأخر سن اليأس لديهن إلى ما بعد الثامنة و الخمسون سنة. حالات أخرى تطرق إليها البروفيسور و هي تناول أقراص منع الحمل قبل الولادة الأولى يكون لها انعكاسات على الهرمون قد تساهم في إحداث ورم السرطان وكذا نصح الأستاذ الصوادقة النساء بالحمل قبل السن الخامسة و العشرون لتجنب هذا الداء. ومن الأسباب أيضا المؤدية إلى مرض السرطان هو التلوث البيئي كالغازات السامة و التدخين معتبرا أن 95% من حالات التدخين تؤدي إلى مرض السرطان ويمتد التدخين ليس فقط بالنسبة للمدخن بل حتى لمحيطه خاصة الأسرة. فيما أرجع السبب الرابع إلى التصنيع الغذائي خاصة تناول الأغذية المعلبة حيث أن أغلبها يحتوي على مواد مسرطنة ذاكرا بعض المنتجات القادمة عبر التهريب من سبتة كالمورطاديلا . في شق ثاني للمداخلة طرح الأستاذ الصوادقة مجموعة من الطرق لمراقبة الثدي معتبرا أن الكشف المبكر هو الحل السليم لتفادي المرض و العلاج منه وكل تأخر الكشف كلما أصبح المريض أقرب إلى الموت كما تم التطرق إلى أنواع أخرى من السرطانات خاصة سرطان عنق الرحم حيث أوضح أن السبب الرئيسي للمرض هو الاتصال الجنسي غير النظيف الذي يساهم في دخول عدد من أنواع الفيروسات التي تسبب مرض سرطان عنق الرحم موضحا في نفس الوقت طرق الكشف و العلاج و المراقبة. اللقاء كان مناسبة للتعرف على مركز للاسلمى للكشف المبكر عن داء لسرطان و الثدي و عنق الرحم الذي أقيم حديثا بحي السلالين بالقصر الكبير بدعم مالي من وزارة الصحة و مؤسسة للاسلمى لمحاربة داء السرطان حيث قدم الدكتور محمد عدو شروحات تفصيلية عن كيفية اشتغال المركز و الأدوار المنوطة به. وفي الختام تم فتح باب النقاش للحضور حيث كانت فرصة لعدد من النساء لطرح أسئلة نقاشية و استفسارية رد عليها الدكتور المحاضر بشروحات تفصيلية و توجيهية ليتقدم نهاية الدكتور عبد الحميد بنونة رئيس ودادية أطباء القصر الكبير بالشكر الجزيل لكل الحاضرين و للدكتور المحاضر و الجمعيات المنضمة ضاربا لهم موعدا أخر مع ندوة تثقيفية في هذا الجانب لتطوير الوعي و نشر المعرفة مع تسليم بورتريه للأستاذ المحاضر عبد الإله الصوادقة تذكارا لهذا اللقاء القيم.