انْحَدر الصُّبْح مُثْقَلَ الجَفْنَيْن بالوَسَن من قِمَّة السَّماء إلى جِذْرِ شجرة يبحث عن زَهْرة اختلست قُبْلَة من خَدِّ القمر وَفَرَّت قبل أن تَنْقشِعَ الظُّلْمة يستيقظ الصُّبح من نومه يسأل الأدغالَ عنها والوِدْيان يَطُوفُ بالفِجاج فلا يجد شيئاً غَيْر زهرةٍ ذَابلة مُلقاةً على جَانِبِ الطريق و قَصيدةٍ مَجْنونة تَبْحث عن شاعر وَقَف الصُّبْح مُنْهَكًا سَرَحَ بنُورِه بعيداً وهمس لِغَيْمة مسافرة: رُدِّي عليّ يا رفيقةَ المطر ألا يكون الشاعر هو ذاك العَاشِقُ الذي يَسْكُنه الضَّجَر؟ تجَهَّمتِ الغيمة هوتْ منها دمعةْ ثم قطرةْ فقطرةْ وفِي كُسُوف قالت: اِبْكِ يا صُبْح اِبْكِ للقصيدة اليتيمة ضاق الشاعر غَمّاً وقَبْل َالفَجْرِ انْتَحَر ———– محمد خلاد- المغرب غيمة بني خلاد