لا يختلف اثنان على حاجة البشرية للعدل و الحرية و الكرامة ، كيفما كان عرق الإنسان ، لونه ، عقيدته أو مكانته بين ذويه…! و هي غايات لا تحققها إلا التربية و الإرادة …لذلك فكل غياب أو نقص لهذه الشروط الوجودية هو إخلال بمنظومة الإنسانية و مساس بقدسيتها؛ لأن المقدس هو الثابت و الأصيل و الدال… و ليس المتخيل و المتوهم ! فسدت المجتمعات لإخلالها بدورها الأساسي و الذي لا يقبل التأجيل أو المراوغة ، التربية على الإنسان أولا ، و على وجود مبني هذه القيم المقدسة…! كل خطاب يعتمد الوعظ و إثارة عواطف الناس من أجل التغيير ما هو إلا تحايل عليهم و تأجيل للأزمة ! ان الرهان كل الرهان "التربية" …. فحين يكون الفرد مهذب الطبع مشبعا بقيم الحق و الخير و الحرية و الجمال تسهل مخاطبته و إشراكه في بناء أفق اجتماعي أرقى….