اعتبرت الفنانة سلوى الشودري أن تأثير الفن قوي في النفس البشرية وذلك إذا اقترن بمعاني سامية ومقاصد عليا. وأضافت الشودري التي ألقت مداخلة حول "علاقة الغناء والموسيقى بالقيم المجتمعية "،خلال يوم دراسي تحت موضوع "الفن والمجتمع" أن رسالة الموسيقى والغناء في المقام الاول هي نصرة الانسان ودعم حقه دعما أخلاقيا في حريته وكرامته وتحرره من قيود الاستدبداد والظلم. وشددت الأستاذة بالمعهد الموسيقي بتطوان على أن الغناء للحرية أحد أسمى وظائف الغناء عبر التاريخ، باعتبار الغناء ليس فرجة ذوقية عابرة بل رسالة تحرير للانسان حقوقيا ومدنيا بالموازاة مع الجانب الذوقي والفني. وشددت الفنانة على أن الموسيقى أداة متكاملة لتحرير الانسان من قيود المادة وجبروتها وكثافتها والرجوع بها إلى فطرته وأصله الانساني وتنمية نزوعه نحو السلم والمحبة والتواصل وليس التصادم ورفض الاخر. وانطلقت الفنانة من كون الفن عموما في غاية الاهمية لانه يتصل بوجدان الشعوب ويعمل على تكوين اذواقها، ويعتبر أحد الركائز العاملية في التربية والتعليم وتنمية القيم الرفيعة في النفوس، مؤكدة ان الغناء يمكن أن يلعب دورا إيجابيا إذا تم توظيفه بصورة صحيحة وفي خدمة قضايا الامة وزرع قيم الفضيلة وبناء المجتمع وتهذيب النفس وبناء الفكر وتنقية الروح وذلك لما يملكه من قوة جذب وتأثير على العاطفة. من جهة اخرى انتقدت الشودري كون الكثير من الأعمال التي تعلي القيم والخير والجمال لا تجد صداها التي تجده الاغنية الراقصة والاغنية الماجنة. وانتقدت الشودري عددا من الآراء التي تفسر هذا الميل عند الشباب بكون جيل اليوم يفر الى الموسيقى واللهو بسبب الاضطهاد السياسي الذي يعاني منه أشد المعاناة ولا يستطيع التعبير عنه لعدم توفر الحرية اللازمة لذلك، مؤكدة ان العكس هو الصحيح حيث هناك العديد من الأصوات والاعمال الفنية التي تغني لقضايا جادة ولكنها لا تجد دعما في القنوات الفضائية الا القليل حيث اغلب الشركات لا تعطي للاغنية اهتماما كبيرا وهو ما يجعل ظهورها يقتصر على المناسبات، في مقابل الاغنية الراقصة التي يكون إنتاجها باهظ الثمن إلا أنها مع ذلك تلاقي رواجا كبيرا. وخلصت المتحدثة إلى أن الهدف النبيل الذي وجد من أجله الفن قد أخذ اليوم منحى آخر من التوجه، حيث أصبح يفسد أكثر مما يصلح، مؤكدة في الوقت نفسه أن الامل يظل قائما في تربية جيل جديد يكون اكثر حزما ووضوحا في الرؤية ويختار لنفسه الأنسب والأجمل والأرقى. هذا وقدمت الفنانة عددا من الأعمال الفنية التي استطاعت أن تلعب دورا أساسيا في يقظة الشعوب وتأطيرها مثل الأغاني التي صاحبت الثورات العربية في بلدان تونس واليمن وسوريا، مؤكدة ان تلك هي الغاية الكبرى من الفن المصاحب للانسان في مسيرة التحرر