في إطار أنشطتها التربوية والثقافية والاجتماعية التي تنظمها جمعية الأنوار النسوية بالقصر الكبير ، فقد خصصت يومها الثاني من اختتام موسمها الثقافي لسليط الضوء على " اختلالات المنظومة التربوية وامكانات الترشيد ، لحماية القاصرين من التشغيل المبكر " والتي أطرها الدكتور " محمد الدريج " بمقر الجمعية عشية يوم السبت 28 ماي 2016 ، ولأهمية العرض التربوي الذي يهم فئة عريضة من الأطفال الذين يغادرون المدرسة في وقت مبكر لعدة أسباب ويلتحقون بسوق الشغل ويصبحون مُسْتَغَلِّين من قبل مُشَغِّليهم سواء في المنازل أو في الورشات الحرفية وما قد يتعرضون له من تعنيف وتحرش و……وقد تابع هذا العرض عدد غفير من المدعوين والمدعوات وأغلبهم منتمون إلى قطاع التربية والتكوين وفعاليات سياسية ونقابية و جمعوية التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية للطفل ، كما حضره رئيس الجماعة الترابية ومجموعة من الأعضاء . وقد أشرف على تسيير هذه الندوة الأستاذ " الأمين الأغزاوي " الذي أعطى السياق الذي من أجله نظمت هذه الندوة كالمواثيق والاتفاقات الدولية التي صادق عليها المغرب في شأن حقوق الطفل والنقاش الذي يدور مؤخرا حول قانون تشغيل الأطفال إذ هناك من يرى أنه يجوز تشغيل الأطفال ابتداء من سن 15 سنة ، وهناك من يؤكد على تأخير تشغيله حتى سن الرشد القانوني و الذي ينص عليه الدستور المغربي في 18 سنة . كما قدمت رئيسة الجمعية الأستاذة " سعاد الطود " مداخلة بينت من خلالها المسار التاريخي لمنظومة التعليم ببلادنا وما عرفه من إصلاحات وتعديلات وكلها لم تؤت أكلها والدليل على ذلك هو استمرار ظاهرة الهدر المدرسي ، كما أشارت من جانبها إلى أن العمل الجمعوي يبقى إحدى الطرق للحد من الانقطاع المبكر عن الدراسة بين الجنسين وأشارت إلى الأنشطة التي تقدمها جمعيتها …. بعدها قدم الأستاذ المسير نبذة عن الدكتور المحاضر الذي فتح له الباب لإلقاء عرضه القيم الذي تتبعه جميع الحاضرين والحاضرات بإمعان ، ومن خلال سؤاله العريض تساءل عن مصير الأطفال الذين يغادرون مقاعدهم الدراسية في سن مبكرة والتي تكون سببا أحيانا في التشرد والدمار من خلال ما يتعرضون له من تعاطي للمخدرات و…و….ومحاولة الهجرة السرية ومغادرة بيوتهم والمحظوظ منهم يستغل في ميدان التشغيل في مختلف الحرف والمهن وللقضاء على مثل هذه الظاهرة اقترح حلولا تتمثل في : – الإصلاح البيداغوجي من خلال إصلاح المنهاج التربوي المغربي وبين بأن الرهانات التي راهن عليها المغرب منذ استقلاله لم تتحقق بعد كتوحيد المدرسة المغربية نظرا لوجود مدرسة بأصنافها الثلاثة : العمومية والعتيقة والخصوصية ، وتعميم التعليم على العموم والذي مازال لم يتحقق بعد كليا ، أضف إلى ذلك رهان التعريب ما دامت المعاملة فرنسية … أما الاقتراح الثاني فهو ينصب على الإصلاح النفسي والأخلاقي من خلال خطط وإجراءات التحصين النفسي من خلال تطبيق علم النفس ودراساته و تقوية شخصية الطفل … أما الاقتراح الثالث فينصب على الإصلاح الاجتماعي من خلال التربية الوالدية من خلال تأهيل الوالدين لتربية أبنائهم التربية السليمة.. وبعد فترة استراحة التي أقامت الجمعية خلالها حفل شاي على شرف المدعوين والمدعوات ، فتح باب المناقشة والتدخلات …