تُعد المعارضة أحد أهم المكونات الرئيسية في الأنظمة السياسية، والمعارضة وفق مفهومها السياسي الصحيح قاعدة من قواعد تقييم العمل السياسي ومراقبة حزبٍ حاكمٍ ما وانتقاد سياساته وتقديم الحلول المناسبة لمشاكله، هذه الوظيفة تحافظ على توازن النظام السياسي وتحفز الحزب الحاكم على تنفيذ برامجه بطريقة صحيحة، وتساهم بصورة أو بأخرى في تحسين مستوى الأداء. و في الآونة الأخيرة ظهرت لنا معارضة سياسية "فيسبوكية" بوجه غير مكشوف تنتقد و تهاجم كل ما يقوم به الحزب الحاكم بأسلوب بليغٍ و راقٍ و فصيح من خلال حسابات فيسبوكية وهمية، و المُتَتبع لِما يجري في الساحة القصرية مُدرِك ٌشبه إدراكٍ تامٍّ أن هذه الحسابات الفيسبوكية تعود للمعارضة لأنها المُستفيد الوحيد و الأوحد من تشويه صورة الحزب الحاكم. و رغم أن أسلوب هذه الحسابات في الكتابة بليغ و راق و فصيح و يُنِيرنا بأدقِّ التفاصيل المستورة منها و المكشوفة إلّا أنه يُنقِصُ و "يُبَرْهِشُ" من قيمة المعارضة البنّاءة و يُفقدها بريقها بَعدما كانت لها رنّة و قوة شخصية و تتمتّع بِوقار و احترام. الكشف عن هوية و تيّار الكاتب و إلى أي كفة ينتمي قد يُكسِبه عطف و تشجيع و تأييد المتتبِّع. و كي لا ننسى التطرق إلى أمر مهم آلا و هو أين كانت هذه الحسابات قبل تولي حزب "السبولة" زمام المبادرة؟ إنْ لم يكونوا هم من كانوا يُنعتون من قِبل حسابات هي الأخرى وهمية و قد اندثرت مع صعود "السبولة". يُذكرُني هذا الأمر بِقصة الرجل الذي باع القرد و أوْهمَ من اشتراه أنه بإمكانه حَلْبه. و أول ما يتبادرُ لذهن المتتبع من وراء كل هذه الصراعات هو أنّ هناك "مْرْقة" طعمها لذيذ لا يُقاوم في أركان كرسي الرئاسة، لا بل هناك "مْرْقة وْ لْحَيْماتْ" و كل من بلغ سُدّةِ الحُكم و تذوّق طعمها يتشبت بالكرسي و لا يمكنُه الإستغناء عنه، و لو تَطَلَّبَ الأمر شَنّ حروب بِشتّى أنواعها لَشَنّها مُتَذوِّقُو لذة "المرقة" في سبيل "اللّْحَيْماتْ" اللذيذة. لَسْنا متعاطفين مع أيّةِ جهة و لسْنا مُحزّبين، "لا ناقةَ لنا ولا جمل"، لكننا فقدنا الثقة في جُل أحزاب المدينة، و الهدف من رسالتنا هو أنّ المواطن البسيط و الشارع القصري على دراية بهذه الحركات التي تقلل من شأنِ المُعارضة البنّاءة.