عندما تقترب الانتخابات تكثر الأحاديث و التصريحات و الدِّعايات الكاذبة والصراعات بين المرشحين. و تزداد وُعودهم و زياراتهم ويبدأ مسلسل الضحك على أذقان الفقراء والمساكين ويبدأ السياسيون بالتباهي الزائف فيما بينهم بكيفية إطلاق طوق النجاة لِلحالمين بغدٍ أفضل من عموم المواطنين … وكثيراً ما سمعنا على لسان "السَّاسة" المرشحين كلمة "التغيير، التغيير، التغيير" بل أقسموا بأغلظ أيمانهم على ان التغيير سيكون في أسمى مساعيهم ضمانا لكرامة المواطن، هذا المواطن البسيط الذي يتخبط في "دْوايْر الزّْمان" مُنهك القِوى يحارب فقط من أجل البقاء ليس إلّا، و كأن حياته فيلم وثائقي في أدغال البراري الإفريقية يُعرض على ناسيونال جيوغارفيك. ماذا ينتظر المواطن "المُنهك" مِن مَن رشّحه كي ينوب عنه. ماذا ينتظر المواطن "المهلوك" من مرشّحٍ "حرق" عشرات الملايين من السنتيمات في حملته الإنتخابية كي ينعم براحة و سُلطة الكرسي الذي كان نُصْبَ عينيه منذ ان دخل "الشياشة"… المرشّح الذي يشقى و يتعب ليس من أجل المواطن البسيط و إنّما من أجل مُراكمة ثروة تُنسيه أيام "الحزقة" وضمان مستقبل زاهر و إرثٍ محترم لأبنائه و بناته على عكس المواطن الكادح الذي و إِنْ ورِثَ فَلَنْ يرِث سوى "طْزِّينَة دْلْكيسانْ و شي طْبسيل دْ الطاوس شينْوا" عن أُمِّه و "مُوس بُونْقشَة" عن أبيه يساعده في دخولٍ سريعٍ لِعالم الإنحراف. فالتغيير الذي حدّثونا عنه لم يظهر له آثر لحد الآن.. فإلى متى سيحتفظون بهذا التغيير "طلق التغيير خليه يرعى"