" يكفي فخرا الفرع المحلي لحركة التوحيد والإصلاح بالعرائش أنه كان هو المبادر إلى إحياء هذه السنة من أجل تقريب السيرة النبوية لجميع الشرائح قصد التأسي بالرسول الكريم وبصحابته، والتي ستسعى حركة التوحيد و الإصلاح في مختلف فروعها إلى أن تجد لها قدما في مختلف المدن، لأن هذا يعتبر من صميم عملها المرتبط بكونها حركة دعوة وتربية وتكوين في المقام الأول، تدعو الناس إلى الاطلاع على هذا الدين في جماليته وفي جمالية من يمثله .." هذا ما ذكره رئيس حركة التوحيد والإصلاح المهندس عبدالرحيم شيخي في كلمته التي ألقاها مساء السبت 16 أبريل 2016 بساحة المسيرة بمناسبة افتتاح المهرجان الرابع للسيرة النبوية الذي ينظمه فرع حركته بالعرائش . وأضاف بأنه لا يمكن معرفة هذه الرحمة المهداة للبشرية ومحبته إذا لم يطلع الإنسان على سيرته صلى الله عليه وسلم، وكما هو معروف فما ينمي الحب بين الأشخاص هو كثرة التعرف على التفاصيل، واكتفاء الإنسان بالسماع عن الرسول دون الاطلاع على سيرته في مختلف مواقفه كيف تمثلها؟ وكيف عايش الناس وعاش معهم لن تمكن الإنسان من محبته حق الحب، أو يمثل بالنسبة إليه نموذجا يقتدى ويحتذى به. كما عبر شيخي عن إعجابه من برنامج هذه الأيام المنظمة ابتداء من يوم 16 أبريل 2016 إلى غاية 21 منه تحت شعار " المرء مع من أحب" المتنوع الفقرات ولما يتضمنه من جوانب نظرية تتحدث عن الرسول وما يجب اتجاهه، وكذلك جوانب تطبيقية تحاول تنزيل جزء مما جاء الرسول إلى تمثله قدوة في المجتمع : زيارة المرضى و زيارة المستشفيات وإشاعة الخير بين الناس، و مسابقات علمية تكوينية ترفيهية، هذا كله جزء من الحياة التي عاشها الرسول التي يجب أن تحيى سيرته ليس فقط من خلال الخطب والكتب وهذا مهم، ولكن من خلال تجسيد سيرته سلوكا في الصدق والمسؤولية والتعاون وكذلك في الرحمة. وبدوره اعتبر نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح مولاي عمر بن حماد أن هذا المهرجان الذي بدأ فكرة صغيرة تطورت ووصلت إلى هذا المستوى لتصبح ملهمة لجهات أخرى ستعمل على تبني هذه المبادرة النبيلة، لكونها المنهج الصحيح الذي يحتاج الإنسان إلى إتباعه في معرفة حياة الرسول وسيرته ليزداد له حبا، فعلى قدر معرفة الرسول تزداد محبته. وبين أن شعار المهرجان هو جزء من حديث نبوي جاء بشارة عظيمة من الرسول للصحابة ولباقي أفراد أمته ، وهو عنوان للرحمة المهداة، معناه من أحب الرسول وصحابته وأحب الصالحين و أحباب الله سيكون مرشحا ليكون معهم غدا يوم القيامة. وانهى نائب رئيس الحركة كلمته بدعوة ساكنة العرائش وكل من تصله كلمته إلى محبة الرسول والعمل على ترجمة هذه المحبة في الحياة العملية، حتى لا تبقى شعارا بلا ترجمة ولا سلوك، والاجتهاد على زرعها في الأبناء والمعارف و الناس كافة لتشيع محبة الله ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تم افتتاح هذه الأمسية الربانية بآيات عطرة من الذكر الحكيم رتلها المقرئ عمر بن فضول. بعد ذلك تقدم مدير المهرجان عبدالسلام البخاري بكلمة رحب فيها برئيس الحركة ونائبه ونائب رئيس المجلس البلدي مشيج القرقري وعضو المجلس نوفل الشاوي، وبممثلي المجتمع المدني وبالحضور ، وعرض برنامج هذه الأيام المباركة الذي يتضمن العديد من الفقرات: محاضرات ولقاءات، ومسابقات رياضية وفنية وإنشادية، وأخرى في السيرة النبوية والحديث والمونولوج، وزيارات خيرية وأمسيات شعرية.. وأوضح بعض الأهداف المسطرة لهذا المهرجان المتمثلة في الإسهام في خدمة السيرة النبوية والتشجيع على ارتباط النشء بها وتشجيع الطاقات وتوجيهها نحو الرسالية، والعمل على إيصال الخطاب الدعوي المعتدل، وتصحيح معنى القدوة لدى الشباب وتوجيه العموم إلى محبة النبي الأعظم، ولم يفته أن يشكر كل من دعم وساهم في الإعداد لهذه الأيام . كما أبدع عدد من المشاركين في تقديم لوحات فنية متنوعة قدمها المنشد الصاعد المنشد كمال عاكف، وتلاها مونولوج الرحمة المهداة برع في تقديمه الطفل الموهبة معاذ الحداد، وكذا لوحة فنية للمنشد رشيد أشباك عضو فرقة الهيام للأناشيد الإسلامية بطنجة. كل هذه الكلمات والفقرات الفنية التي جمعت بين الكلمات الهادفة والألحان الراقية والأصوات العذبة الجياشة لاقت تجاوبا من قبل الحضور الذي غص به المكان. كما تم افتتاح معرض السيرة النبوية ومعرض الكتاب المقام بالساحة طيلة هذه الأيام من قبل الضيوف ، وقد أدارت فقرات هذه الأمسية بكفاءة عالية السيدة كريمة الصمدي.