إلى كل الخونة الذين يزيفون الحقيقة بالنسيان . , الذين يحاولون سحق أحلامنا. ويعتبرون أن الحرية قد تقيد حينما يبثرون أجسادنا. إلى كل الخونة نقول أن طائر النورس عاد اليوم 10/06/2011 ليحلق فوق سماء الأوبيدوم , جناحه أحلام الشعب , وصرخة أم انتظرت ابنها وعاد مبثور الرجلين. إلى كل هؤلاء أشباه البشر , هؤلاء الذين يعيشون الظلمة في عز النهار , نقول هاهو ذا طائر النورس المناضل زكرياء الساحلي عاد اليوم ليحلق فوق سماء الأوبيدوم , ليؤكد أن الغد المشرق لايقيده غياب عضو من أعضاء الجسد , وإنما هو إرادة قوية , إرادة الحياة وليس أي حياة إنها حياة الكرامة بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. لم يكن اليوم يوما عاديا بالنسبة لي وبالنسبة لأي مواطن حر يحي على أرض هذا الوطن , اليوم بعودة المناضل زكرياء الساحلي إلى مسقط رأسه مدينة القصر الكبير بعد قضاء45 يوما بمستشفى ابن سينا بالرباط , لم يكن يوما عاديا. في هذا اليوم التأمت جراح القهر والظلم مع أحلام الشعر والحب ليكونا باقة من النرجس والأقحوان لكل أبناء الطبقة الكادحة من الشعب المغربي , هؤلاء الذين يقولون وان تبثر أقدامنا فنحن على درب النضال مواصلون , صامدون رغم كل هذا الدمار وفي يدنا غصن الوفاء لهذا الشعب الجريح. قالها زكرياء فنزلت دمعتين ووردة , دمعة اشتياقا وحنينا , ووردة لونها أحمر بلون الثورة ضد كل قوى الخزي والعار التي تريد سحق أحلامنا. اليوم لبست الاوبيدوم ثوب الكرامة من جديد لتأكد أن من يحيا على أرضها لايمكن إلا أن يكون إنسانا بامتياز. ساكنة تقطع رؤوس الخونة بسيف الحرية والكرامة . ساكنة خرجت من صمتها لتحكي عن قدر الناس حينما يصبح صاحب القرار فيها خائن بامتياز. ساكنة صرخت باسم المناضل زكرياء الساحلي , أيها الكبار آن أن تنصرفوا . وكان لزغرودة الأم النصيب الأكبر في هذا اليوم , زغرودة وصل صدى صوتها إلى أبعد نقطة بداخل الاوبيدوم , لتأكد أن البطن التي حملت المناضل زكرياء الساحلي , لم تندم يوما . حتى طيور الاوبيدوم لم يكن يومها عاديا , وهكذااجتمعت الطيور لترسم فوق موكب الشموخ أجمل قصص الحب للحياة. الله يازكرياء ما أروعك , في عزك وشموخك ومجدك وفخر وفي ألمك . نادرا ماقد نصادف في حياتنا شخصا مثلك, شخص يقتلع السعادة من رحم الألم. شخص يملك من الإيمان القوي مالايملكه إلا الصالحون. شخص أينما حل , حلت معه قصص الحب. شخص هو طوق الياسمين لكل العاشقين للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. زكرياء الساحلي طائر النورس الذي يحلق فوق سماء الأوبيدوم , يحمل عبق العزة والكرامة , ينثرها على كل سكان هذا العالم . ليكتب على صفحات التاريخ بكل صدق : نحن الشعب نصنع التاريخ من خبزنا اليومي والكدح والصخر والحديد لكننا رغم كل الأنواء والزنازين والقيود نحب الصدق والجمال والورود نعشق الصامد منا فاذرف وجهك أيها الجفاف فالحدائق قادمة والنتانة الكبرى سيحاصرها الأريج *الأبيات الشعرية للشاعر القصري أكرم الغرباوي*