دخلت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، من خلال مكتبها المحلي لسيارات الأجرة الصغيرة بالعرائش، على الخط في قضية انتحار سائق سيارة أجرة صغيرة، وضع حدا لحياته بعد مرور أقل من 48 ساعة عن واقعة شجار اندلع بينه وبين رجل أمن، بسبب الإحساس ب»الحكرة» والظلم الذي لحقه من طرف هذا الأخير. وأدان المكتب المحلي لسيارات الأجرة الصغيرة بالعرائش، في بيان أصدره مساء أول أمس الخميس، (أدان) بشدة الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الهالك «عبد السلام الرايس» من طرف رجل الأمن المدعو «كمال» وصديقه، حيث تسبب له في عجز مدته 25 يوما، بعدما عمدا إلى اعتراض سبيل سائق الطاكسي بالقرب من بوابة ميناء الصيد، بنية الاعتداء عليه بالضرب، وفق البيان نفسه. وشجبت الهيئة النقابية، في بيانها، الشطط في استعمال السلطة من طرف رجل الأمن، موضحة أن سائق سيارة الأجرة ذهب لحال سبيله لاستئناف عمله، دون أن يتسلم في الأخير مقابلا عن إيصال رجل الأمن، الذي أشبع الهالك بوابل من السب والشتم، مطالبة بفتح تحقيق نزيه وشفاف في سبب انتحار زميلهم. وفي سياق شجب نقابات مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة لواقعة الاعتداء على زميلهم، خرجت حوالي 35 سيارة أجرة، منضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، في مسيرة احتجاجية انطلقت من المنطقة الإقليمية للأمن في اتجاه وسط المدينة. من جهة أخرى، وأثناء استماع عناصر الأمن بالمنطقة الإقليمية للأمن لذوي الهالك في قضية انتحار ابنهم، طالب «والد» سائق الطاكسي بمعاقبة الشرطي «ك»، لأن نجله أقدم على الانتحار بسبب الضغط النفسي، والرعب الذي تسبب له فيه جبروت الشرطي المذكور، كما أشار إلى أن ابنه أكد له أن رجل الأمن قد اعتدى عليه بالضرب والسب والشتم، حيث طالب بتطبيق نزيه للقانون في هذه القضية، ضمانا لحق ابنه الذي فقده وهو في عز شبابه. من جهته، أكد مسؤول أمني في اتصال مع « اليوم24» اعتداء سائق سيارة الأجرة على رجل الأمن «ك م» بجرح غائر في خده الأيمن، تطلب رتقه 5 غرز، حيث سلمت له شهادة طبية تحدد مدة العجز لديه في 35 يوما، وقد حاول الضغط على الشرطي إعلاميا بتسجيله لفيديو، ونقابيا من خلال تضامن النقابة معه، لكنه لم ينجح في هدفه الذي كان يسعى من خلاله إلى تنازل الشرطي عن متابعته قضائيا، فأقدم على الانتحار خوفا من اعتقاله. ونفى المسؤول الأمني أن يكون قد تم تعنيف سائق الطاكسي من قبل عناصر الأمن، مؤكدا أن وكيل الملك بابتدائية العرائش قد أجرى معاينة قانونية على جثة الهالك، لكنه لم يلاحظ عليها أي آثار للضرب أو التعذيب، مؤكدا أن الوفاة نتيجة الانتحار، مبررا ذلك بمعاينة وكيل الملك لوجود السائل المنوي بالعضو التناسلي للهالك، ما يثبت علميا إقدامه على الانتحار، لكن البحث القضائي يستدعي إخضاع جثة الهالك للتشريح الطبي، يؤكد المسؤول الأمني، وأمر وكيل الملك بنقل الجثة إلى طنجة لإخضاعها للتشريح الطبي، وكان من المفترض أن يتم نقلها خلال اليومين الماضيين، أي الأربعاء أو الخميس، لكن تعذر على المسؤولين أمر نقلها، بسبب عدم توفر سيارة نقل الأموات بالمستشفى الإقليمي للا مريم، وقد اضطر المسؤولون إلى تأجيل نقل جثة الهالك لإخضاعها للتشريح، حيث لم تغادر سيارة نقل الأموات بوابة المستشفى الإقليمي للا مريم حتى حدود الساعة ال 9 والنصف من صباح أمس الجمعة، وهي تحمل جثة الهالك، لتتوجه بها إلى مشرحة الطب الشرعي بطنجة.