يبدو أن تداعيات قضية إقدام "سائق طاكسي" على الانتحار بداية شهر مارس المنصرم بالعرائش بعد مرور 48 ساعة عن واقعة شجار اندلع بينه وبين رجل أمن، قد تندر بالمزيد من المفاجآت والإثارة، خصوصا بعدما أمرت النيابة العامة باستئنافية طنجة، بالاستماع إلى كل الشهود الذين التقى بهم الهالك قبل إقدامه على الانتحار. وفي إطار التحقيق حول ملابسات انتحار السائق "عبد السلام الرايس"، استمعت مصالح الأمن بالعرائش، إلى أشخاص سبق لهم أن التقوا بالهالك، حيث تم الاستماع الأسبوع المنصرم، إلى "خالد ديمال" مراسل جريدة العرائش نيوز الالكترونية، وتم استفساره عما إذا كان قد شاهد علامات للتعذيب والعنف على جسد الهالك، على اعتبار أنه التقى به وسجل معه شريط فيديو يحكي فيه واقعة الشجار الذي نشب بينه وبين رجل أمن يدعى "كمال". وكانت قد شجبت نقابات مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة لواقعة الاعتداء على زميلهم، حيث خرجت سيارات للأجرة في مسيرة احتجاجية، كما طالبت بفتح تحقيق" جدي ومسؤول" حول ملابسات القضية، أما والد الهالك فطالب أثناء الاستماع إليه عقب انتحار ابنه، بمعاقبة الشرطي لأن نجله أقدم على الانتحار "بسبب الضغط النفسي والرعب الذي تسبب له فيه الشرطي المذكور" ، كما أشار إلى أن ابنه أكد له أن رجل الأمن قد اعتدى عليه بالضرب والسب والشتم، حيث طالب بتطبيق نزيه للقانون، ضمانا لحق ابنه الذي فقده وهو في عز شبابه. من جهته، كان قد نفى مسؤول أمني بارز، تعنيف رجل الأمن على سائق الطاكسي، مؤكدا أن الأخير قد أصاب الشرطي بجرح غائر في وجهه، جراء إصابته بسكين، مشيرا إلى أن الهالك حاول الضغط على الشرطي إعلاميا بتسجيله لفيديو، ونقابيا من خلال تضامن النقابة معه، لكنه لم ينجح في هدفه الذي كان يسعى من خلاله إلى تنازل الشرطي عن متابعته قضائيا، فأقدم على الانتحار خوفا من اعتقاله. وتعود تفاصيل القصة المثيرة التي هزت الرأي العام، إلى مساء 2 مارس المنصرم، عندما أقل السائق "عبد السلام الرايس" رجل أمن يدعى "كمال"، وفي النهاية وقع خلاف بينهما حول ثمن الرحلة، واتهم رجل الأمن السائق بالسرقة، حيث توجه الاثنان إلى مركز سيارات الأجرة، وعندما لم يجدا أي مسؤول هناك، ذهب السائق إلى حال سبيله، ليفاجأ مساء اليوم نفسه برجل الأمن وهو يعترض سبيله ببوابة الميناء، حيث دخلا في شجار، ليقدم السائق على الانتحار بعد مرور حوالي 48 ساعة عن الواقعة، مخلفا بذلك صدمة قوية وسط مهنيي سيارات الأجرة ومصالح الأمن على حد سواء.