شيعت حشود كبيرة، مساء يوم الجمعة، جنازة عبد السلام الرايس، سائق سيارة الأجرة المنتحر، بسبب «الحكرة» من طرف رجل أمن، وسط حضور أمني مكثف، وهتافات غاضبة للمشيعين، خصوصا زملاءه في نقابة سيارات الأجرة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، الذين نظموا مسيرة احتجاجية جابت بعض شوارع مدينة العرائش، مرورا بمفوضية الأمن، تم خلالها رفع شعارات منددة بما تعرض له سائق سيارة الأجرة من «حكرة» على يد رجل أمن، قبل أن يضع حدا لحياته. وعاشت مدينة العرائش، في اليوم نفسه، على وقع وقفات احتجاجية تحولت إلى مسيرات، إذ ندد العشرات من مهنيي قطاع سيارات الأجرة، أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، بما تعرض له زميلهم، كما رفعوا صوره وشعارات تطالب بوقف هذه الممارسات، واصفين ما قام به رجل الأمن وأصدقاءه بالشطط في استعمال السلطة، واستقواء هذا الأخير بسلطته للنيل من السائق والاعتداء عليه، قبل أن ينطلق سائقو سيارات الأجرة المحتجون في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة لتتوقف بساحة «التحرير». من جهته، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة العرائش بلاغا يستنكر فيه ما وصفه ب «الاعتداء الإجرامي» الذي تعرض له عبد السلام الرايس، مطالبا السلطات الأمنية والقضائية بتحمل مسؤوليتها الكاملة وفتح تحقيق عاجل ونزيه بخصوص هذا الاعتداء لمساءلة ومعاقبة المسؤولين عنه مهما كان موقعهم، مع إطلاع الرأي العام على النتائج. وأعلن بلاغ الجمعية الحقوقية عن تضامنه من عائلة سائق سيارة الأجرة، مناشدا المكونات الحقوقية والنقابية والديمقراطية المدافعة عن حقوق الإنسان بالمزيد من التحرك للتصدي للتراجعات الخطيرة لحقوق الإنسان والحريات بالمدينة، مثلما أعلن عن عزمه الكشف مستقبلا، في تقرير مفصل، عن كل الحيثيات بعدما عقدت الجمعية جلسة استماع لوالد الضحية. وكان سائق سيارة أجرة بمدينة العرائش، قد أقدم على الانتحار بعد دخوله في مشادات حول ثمن أداء تعريفة النقل مع أحد رجال الأمن بالمدينة. ووفق مصادرنا فإن السائق، عبد السلام الرايس، كشف في شريط فيديو ما تعرض له على يد الشرطي من حكرة وظلم، وتعرضه للضرب المبرح من طرف الشرطي موضوع النزاع رفقة شخص آخر بجوار ميناء المدينة الساحلية أصيب خلاله على مستوى اليد والذراع، مضيفا بأنه كان يجهل الهوية المهنية للشرطي عندما تنازع معه على مبلغ الإيصال.