أقدم سائق سيارة أجرة بمدينة العرائش، أول أمس، على الانتحار بعد دخوله في مشادات حول ثمن أداء تعرفة النقل مع أحد رجال الأمن بالمدينة. ووفق مصادرنا، فإن السائق، عبد السلام الرايس، كشف في شريط فيديو ما تعرض له على يد الشرطي من «حكرة» وظلم، وتعرضه للضرب المبرح من طرف الشرطي موضوع النزاع رفقة شخص آخر بجوار ميناء المدينة الساحلية أصيب خلاله على مستوى اليد والذراع، مضيفا أنه كان يجهل الهوية المهنية للشرطي عندما تنازع معه على مبلغ الإيصال. وقال السائق المنتحر، في الشريط الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أنه قام بإركاب الشرطي في حدود الساعة العاشرة ليلا، على أساس إيصاله إلى منزله بحي شعبان، وعند نقطة الوصول أمده الشرطي بمبلغ 20 درهما، فقام السائق باقتطاع مبلغ 10 دراهم، كثمن لتعرفة النقل المعمول بها ليلا، وهو الأمر الذي لم يرُق للشرطي الذي أتهمه بالسرقة ومخالفة القانون، فطلب منه العودة فورا إلى مكتب سيارة الأجرة المحاذي للمحطة الطرقية بالعرائش، فاستجاب لطلبه، يوضح السائق في شريط فيديو تم تسجيله قبل وضعه حدا لحياته، مؤكدا أن الشرطي لم يتوقف، في الطريق إلى المكتب المذكور، عن إمطاره بوابل من الشتائم التي أثرت في نفسيته. مستعرضا بالقول بأن أن الشرطي أراد إبتزازه بالتشديد على استرجاع مبلغ 10 دراهم أضعافا مضاعفة، وموضحا أن مكتب المداومة كان فارغا من المراقبة ساعة الوصول إليه رفقة الشرطي المذكور، وعندما كال لي مجددا سيلا من الشتائم يشرح السائق طلب مني الانتظار للبحث عن شرطي المداومة معتقدا بوجوده بمقهى مجاور له. وأردف السائق المنتحر بأنه الشرطي بعد ذلك تعقبه إلى ميناء العرائش وشرع في سبه وشتمه ثم ارتمى داخل السيارة لسحب مفاتيحها، حيث جاء صديق آخر له، وانطلقا الإثنان في تعنيفه بكافة أنحاء جسده، مؤكدا حين تسجيل الشريط معه، بأنه استخرج شهادة طبية من مستشفى لالة مريم تثبت مدة 25 يوما من عجزه الصحي. ومن المتوقع أن يتم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات دوافع انتحار السائق صدقية تصريحاته التي أدلى بها في شريط فيديو قبل أن يضع حدا لحياته داخل منزله.