بلغني بالأمس خبر وفاة صديقي من مدينة القصر الكبير, أشرف الهراد ،أسأل الله يغفر له و لنا و يجعل مثواه الجنة ،و أن يلهم أسرته الصبر والسلوان،إنا لله و إنا إليه راجعون.و أود أن أطلب من القارئ الكريم أن يتوقف عن القراءة لدقيقة ليتلو الفاتحة على روح الفقيد، جازاكم الله ألف خير. إعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، نعم هذا ما يتوجب على الإنسان المؤمن أن يضعه بين أولويات تفكيره وعمله.قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "[ لقمان:34] . فالإنسان لا يدري متى و كيف و أين سيموت و من عين العقل أن يفكر بحذر و أن يكون مستعدا للموت في أي وقت. والإستعداد لا يأتي بالشجاعة، بل بالعمل وفق سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم كما أمرنا والعمل على طاعة الله و طاعة رسوله و حبهما و تمني لقاء الله والنضر إلى وجهه الكريم في الجنة الخلد و لقاء نبيه الكريم فيها.ولو أن عملنا لا مهما بلغ، لا يساوي مثقال ذرة من رحمة الله لنا ، و من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره. فليترك الإنسان بصماته في الحياة وليحاول أن يجعل علمه لا ينقطع بعد وفاته مصداقا لقول نبي الله الكريم :{إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جاريةأو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}. اعمل ليومك كأنك تعيش أبداً.فليعش الإنسان برسالة في الحياة لايهمه أن يعاني من أجلها وليكن في المقام الأول عنده أن يبلغها للناس و أن يعمل بها.فليخطط الإنسان للمستقبل في إطار رسالته وليدر ضهره لمن يكبحه عن الوصول إليها وحتى إن لم يتتطع تحقيقها فالزمن كفيل بترك بصمته في التاريخ حتى يأتي يوم تجد فيه تلك الرسالة من يفهمها و يبلغها للناس.نسأل الله أن يوضح لنا معالم تفكيرنا و يبين لنا رسالاتنا في الحياة. و في الأخير أسأل الله من جديد الجنة لنا وللفقيد و أسأله أن يلهم أهله الصبر والسلوان و أن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل منا صالح أعمالنا،و أسأل القارء أن يدعو للفقيد بأفضل الدعاء. إنا لله و إنا إليه راجعون.