بعد المقال السابق الذي خضع للفحص و المراقبة الشديدة و التأويلات المتنوعة والقراءات الكثيرة والتي كان أغلبها خاطئ مجانب للصواب...لدرجة عمل البعض على طباعة المقال ومناقشته في جلسات المقهي وعلى أعتاب الدكاكين... لي عودة لذلك في قادم الأيام ان شاء الله ... لكن كنت في حاجة لهذه التوطئة الهامة في رأيي من أجل وضع الإطار العام والأرضية الأساس لهذه السلسلة وهذا العمود... الحقل الديني أو الجانب الديني في حياة الإنسان عموما جانب يكتسي أهمية خاصة ومهمة لا يمكن تجاوزه ومن هذا المنطلق ووعيا بهذه الأهمية الخاصة وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس أولى معالم إصلاح الحقل الديني في المغرب في خطاب ملكي يحدد تنظيم المجلس العلمي الأعلى (أبريل 2004)، مع أولوية رئيسية تتمثل في التشبث بالوحدة العقدية للأمة المتمثلة في المذهب المالكي. وهو حرص بدى منذ السنوات الأولى لتوليه العرش حيث عمل على تجديد الحقل الديني وضمان تأهيل المؤسسات الدينية والنهوض بأوضاع العلماء والأئمة والعاملين في هذا الحقل ، وذلك في اطار احترام تام للثوابت الدينية للمملكة وبما يتماشى مع متطلبات تطور المجتمع. وهذا الحرص تمثل في عمل جلالته على صيانة كرامة العاملين عموما ورفع مكانتهم واكرام اهل القرآن الكريم؛التي يعمل البعض على دوسها وتمريغها في الوحل لدرجة تصل احيانا إلى التهجم على هؤلاء العاملين والنيل من كرامتهم عبر القدح والتجريح بل الضرب أحيانا اخرى. هكذا نجد أن العقدة و العقبة التي تقف أمام اتمام هذه الورشة الهامة هو عقلية بعض مكونات المجتمع الذين لازالت تدخل الحقل الديني في تسابقها وتهافتها الانتخابي و مزيداتها السياسية الرخيصة...بل حتى تصفيات الحسابات الخاصة. فما جرى مؤخرا بالمسجد المذكور يمكن للعقلاء فقط و العقلاء فقط ان يضعوه في اطاره الصحيح... اما التعليق الذي وضع بالمقال السابق فهو يدل على شيء واحد...اترفع عن وصفه...لكن سأرد على عقلية صاحبه مستقبلا. إلى اللقاء في المقال القادم...