عن اتحاد كتاب المغرب بالرباط، وضمن منشورات الموسم الثقافي لسنة2013 ،صدر للكاتب المغربي عبدالإله المويسي، مؤلفا سرديا عبارة عن مجموعة من محكيات تتأسس تخييليا عبر إنشاء نوع من المحاوارات الذاتية مع الوجود الإسباني، بكل تداعياته التاريخية والفكرية والعاطفية، والذي عاشته مدينة القصر الكبير خلال المرحلة الاستعمارية. وهكذا يطالع القارىء في محكيات عبد الإله المويسي أسماء لأمكنة ولشخوص ولأحداث فارقة في تاريخ ثقافي حافل، امتد لأكثر من ستين سنة عرفت خلاله المدينة احتكاكا مؤثرا طبع صورتها في متخيل سكانها. من جانب آخر نشير إل أن هذه المحكيات تقوم على نوع من التوظيف السردي الميتانصي، من داخل الصوغ الحكائي لمجموعة من المؤلفات الأدبية الفاصلة في الآداب العالمية، وذلك عبر استحضارها تخييليا ودمجها في في تسلسل وقائع المحكيات. وهكذا يلاحظ القارىء، في رحلة قراءة المحكيات، ذلك الحضور المضمر ل"غابرييل غارسيا ماركيز"، "إرنست همنجواي" ، "إيزابيل أليندي"، "سوزانا ثامارو"، "خيوكوندا بيلي"، "ماريو بنديتي"، "غليزابيت جيلبرت"، "كينيزي مراد"، "جمانة حداد"، "محمد الماغوط"، "عبدالفتاح كيليطو"، "أحمد المجاطي"، "عبدالكريم الطبال"، "عبدالله راجع"، وآخرون. إن"مرام" محكيات تحتفل بالحب، بالسفر، بالأدب، بالخيال، بالتاريخ... سبق أن نشرت عبر نصوص متفرقة بالملحق الثقافي لجريدة العلم. وتتوزع المحكيات عبر ثلاثة فصول استغرقت 170 صفحة ،يعتمد الحكي فيها على ضمير المتكلم معبرا عن انخراط السارد في سيرورة الوقائع، موجها خطابه إلى مخاطب مؤنث، يتبادلان معا مواقع الإمساك بلعبة سرد وصناعة الأحداث. إن هذه المحكيات من خلال المبنى والمعنى تمارس تمنعا أمام القارىء وهو يسعى إلى تصنيفها أجناسيا. وإذا كانت في شكلها الطباعي وبعض مؤشراتها الفنية تحيل على بعض مقومات الكتابة القصصية القصيرة، فإن هوية شخوصها المتشابهة عبر امتداد الوقائع والأزمنة والأمكنة، وتعدد سجلاتها اللغوية، وتنوع الخطابات بداخلها بحضور النص الشعر والغنائي والرسائلي والمترجمات، فإن كل هذه السمات الفنية والجمالية تربك المتلقي الذي يلفي نفسه أمام سرد أقرب إلى ما هو روائي. وخلاصة القول فإن"مرام" كتابة سردية تسعى إلى تفجير الحدود بين الأجناسن وهي تقف بين القصصي والروائي والمحكي مؤسسة لهوية ملتبسة وكتابة جديدة.