قرأت على شبكة الفيسبوك مقالات وتعاليق على "عملية تخريب حديقة السويقة"، وأحسست بالإحباط كون المسؤولين لا زالوا يتمادون في تحدي الرأي العام، واغتيال مظاهر الجمال في مدينتي،وانتقلت على جناح السرعة من طنجة إلى القصر الكبير، وزرت حديقة السويقة، فلم ألاحظ أي تخريب للبيئة، أو تشويه لجمالها، فعلمت أن تلك الضجة هي مجرد صيحة تحذيرية، توقف مناشير العمال عند حد التشذيب، بل بالعكس انتابني شعور بالاطمئنان والرضا، وأن الفترة مناسبة جدا لتشذيب الأشجار، فهذه العملية تجدد حيوية الأشجار، وربما كان على مصلحة الأغراس منذ عشرات السنين أن تقوم بتشذيب هذه الأشجار، لتأخذ شكلا جماليا أفقيا ليضفي على الحديقة مزيدا من الظلال والجمال، بدل أن تتطاول الأشجار عموديا، هي مجرد ملاحظة، ليس إلا. وقد أحسن العمال صنعا. وبالمناسبة أذكر الإخوان الإعلاميين بأن الإعلام رسالة نبيلة، ومسؤولية كبيرة، والواقع ميزان لمصداقية الصحفي، والنزاهة شرط أساسي في الإعلامي الناجح، والموضوعية مؤشر لتقدير المسؤولية الإعلامية، والنقد البناء مقدمة للإصلاح، والتحامل بغير حق على الآخر إحباط للهمم، وفقدان لمصداقية الإعلامي أمام قرائه، وأنصح الذين يقتحمون غمار الكلمة، أن يتوخوا المواقف الصائبة، ويتحروا الصدق كل الصدق، والموضوعية والحياد، لأن المواقف المسبقة غير مجدية، فلتكن لنا الجرأة أن نقول للمسؤول عندما يخطئ أخطأت، وعندما يسيئ نقول له بصوت عال: قد أخطأت، أما وأن يجعل الإعلامي جميع مواقفه من جهة معينة الرفض، فهذا غير محمود، وقد يسلب مقالاته ومواقفه المصداقية.