آسفي اليوم :عبدالرحيم اكريطي "زعما هاذ المدينة والله لعظيم يلا محكورة،التلوث هلكها من كل بلاصة،هالوزين ديال الفوسفاط في الجنوب،ها لوزين ديال السيما في الشمال،ها لوزين ديال الكبس في الشرق،كون ما كنش لبحر كون دارو شي وزين في الغرب،أوجرادي مخلاوهم،هانت كتشوف هاد الجردة لي بقات في المدينةالجديدة هاهما كيحيدو فيها دبا،كاليك بغاو يردوها ساحة يتزلقو فيها الدراري الصغار،راه عيب راه عيب هاد أوعار هاد شي"يقول أحد ساكنة المدينة في تصريح أدلى به للموقع . مناسبة هذا الحديث الأشغال الجارية على قدم وساق بالحديقة العمومية المتواجدة قرب الجماعة الحضرية لآسفي قبالة ساحة العمالة التي يتوسطها الطجين،وهو ما أثار انتباه رواد هذه الساحة الذين كانوا يظنون على أن الأمر يتعلق بتهيئة الحديقة بمناسبة حلول فصل الصيف كونها تعرف توافد العديد من المواطنين والمواطنات عليها ليلا أثناء اشتداد الحرارة،لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما عاينوا الجرافات وهي تقوم بعملية اجتثات الأشجار وحفر التربة،وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف رواد هذه المكان مرددين مقولة"اللهم إن هذا منكر"،مشبهين هذه الأشغال بالجريمة التي ستنضاف إلى لائحة الجرائم المقترفة في حق مدينة آسفي في مجال تخريب البيئة باعتبار هذه الحديقة العمومية الحديقة الواحدة التي لا زالت تتواجد في قلب المدينةالجديدة في موقع استرتيجي مهم بالقرب من جميع المؤسسات العمومية وباعتبارها فضاء يتوافد عليه زوار هذه المؤسسات للاستراحة والاسترخاء. وعاين الموقع الجرارات وهي تقوم بعملية اجتثات الأشجار،حيث صادفنا أثناء تواجدنا في عين المكان شخصا من أبناء مدينة آسفي القدامى الذي عبر عن قلقه من هذا القرار الجائر بعدما ظلت هذه الحديقة محافظة على رونقها وجمالها لعقود عدة قبل أن تمتد إليها أيادي التخريب والخراب وأعداء المحافظة على البيئة.وحسب بطاقة المعلومات التي تم إشهارها بمحاذاة هذا المكان فإن الأمر يتعلق بمشروع تهيئة حلبة للتزلج بمدينة آسفي الذي تدخلت فيه ثلاثة أطراف موزعة بين عمالة إقليمآسفي وجهة دكالة عبدة والجماعة الحضرية لآسفي. وتساءلت العديد من الفعاليات بالمدينة منها على الخصوص جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون البيئة عن سبب إقدام الجهات المسؤولة على تحويل هذا الفضاء الأخضر إلى ساحة للتزلج بعدما تمت عملية اجثات مجموعة من الأشجار مع العلم أن القانون يجرم ذلك باعتبار أن تخريب البيئة جرم من الجرائم الذي يعاقب عليه القانون. وبتخريب هذه الحديقة وحذفها من خريطة الفضاءات الخضراء بالمدينة التي بدأت تتراجع يوما بعد يوم من خلال تحويل أغلبها إلى تجزئات سكنية،والتهميش الذي لا زال يلحق الحدائق الأخرى المحسوبة على رؤوس الأصالع والتي تشبه الأراضي القاحلة كحديقة جمال الذرة التي همشت منذ سنوات وحديقة جنان فسيان التي تحولت إلى مرتع للمتشردين والسكارى والمتسكعين يكون بذلك آخر مسمار قد دق في نعش الحدائق العمومية بآسفي إلى جانب الغياب التام للحدائق العمومية بالمنطقة الجنوبية لآسفي التي تعرف كثافة سكانية مهمة.