أن تصل إلى سوق أحد الثوابت التابع لإقليم آسفي،لابد أن تعيش معاناة حقيقية تبتدئ بالدرجة الأولى بقلة النقل، عند الحدود بين مدينتي آسفي والصويرة، تصطدم بقلة النقل من أجل التوجه إلى سوق أحد الثوابت، ذلك أن الساكنة تستعين في التنقل بين دواويرها والمناطق الأخرى بسيارات النقل السري،إذ يصل عدد الركاب في سيارة النقل السري إلى ما يزيد عن العشرة يتوزعون بين أربعة بالمقاعد الأمامية إضافة إلى السائق وخمسة في الخلفية وآخرين في المكان المخصص للأمتعة. كانت زيارة «الأحداث المغربية» لهذه المنطقة يوم الأحد الماضي باعتباره يوم السوق للوقوف على حقيقة المعاناة التي تعيشها الساكنة والمتمثلة أساسا في تخريب المجال البيئي بهذه المنطقة بامتياز، والذي يتضح في انتشار الغبار وسط السوق وبالدواوير المجاروة لوادي تانسيفت نتيجة المرور المستمر للشاحنات التي تحمل رمال الوادي المختلطة بالأحجار الكلسية والتي يتم نقلها صوب مقر شركة مختصة في عملية تنقية هذه الرمال والموجود مقرها عند الباب الرئيسي للسوق. «كاينا مشاكل كثيرة كتعيشها الساكنة في هاد المنطقة شحال من عام هادا، منهار حطات هاد الشركة هنا وبالضبط التلوث البيئي لي كيخلي أضرار كثيرة على الفلاحة ديال السكان، والصداع لي كيديروه الكاميويات لي كيظلو يجمع في الكياس من الرمل ديال الواد، أو هاد الناس لي كيديرو هاد الشي راه غير كيستنزفو الخيرات ديال المنطقة «يقول الحسن كرعانين رجل تعليم رئيس جمعية النصر للتنمية والتعاون بالمنطقة. وفي زيارة الجريدة لوادي تانسيفت المجاور للسوق للوقوف على حقيقة تخريب المجال البيئي به، تم الوقوف على الوضعية الكارثية للوادي التي تشتكي الساكنة منها حيث نهب الرمال والأتربة الكلسية يتم بشكل مفرط دون أدنى مراقبة وهو ما يساهم في تغيير مجاري الوادي كل مرة، مما يؤدي إلى تخريب الأراضي الفلاحية المجاورة له، كما أن آلات «التراكس» تقوم بحفر حفر عميقة جدا وسط الوادي وبجنباته دون احترام المعايير المحددة في كناش التحملات الموقع بين المستفيد من خيرات هذه المنطقة ووكالة الحوض المائي بمراكش، حيث إنه وحسب المعلومات التي استقتها الجريدة من عين المكان، فقد سبق وأن زارت لجان هذا الوادي للوقوف على حقيقة التخريب البيئي وتضرر الأراضي الفلاحية من ذلك، لكن زياراتها تتم عمدا عندما يكون الوادي مملوء بالمياه وهو ما يستر العيوب التي تخلفها الشاحنات والتراكسات، مع العلم أنه ونتيجة لهذا التخريب البيئي فقد أغلقت العديد من المسالك التي كانت تستعين بها الساكنة في اجتياز الوادي، منها ساكنة دواوير سيدي عيسى والنجاجرة والنعيرات والصعادلة ودوار الفقيه والبيهات، والتي أصبحت منازلها آيلة للسقوط كونها تتواجد بمحاذاة الوادي الذي أصبحت مياهه تمر بمحاذاتها. «المشكل ليكاين عندنا هو ملي كيحمل الواد، راه ماكنلقاو منين ندوزو، راه خاصنا على الأقل شي قنطرة، ونزيدك حنا ملي كنبغيو نخلصو الضو خصنا نمشيو حتال السبت كزولة،أوخصنا على الأقل 50 درهم باش نوصلوا لهاد المنطقة ديال السبت لي بعيدا علينا كثر من 50 كيلومتر باش نخلصو 40 ولا 50 درهم ديال الضو، كنخسرو كثر منها، راه أوالله لعظيم يلا حنا منسيين في هاد المنطقة أو حاضينا الله سبحانه وتعالى، أوهانتا كتشوف ما كاين في السوق لا جادارميا لا مخازنية لا قايد لا والو «يقول أحد قاطني ساكنة الصعادلة. ويوجد سوق أحد الثوابت في وضعية كارثية من خلال تفشي الفوضى به وانعدام النظافة، حيث الأزبال متراكمة هنا وهناك و«جيف» الحيوانات على مقربة من المجزرة، بل إن هذه الأخيرة وفور الانتهاء من عملية الذبح تقتحمها لأكل بقايا الذبائح ما يشكل خطورة كبيرة على الساكنة واحتمال تعرضها لأوبئة خطيرة، إضافة إلى البغال والحمير التي تظل مرابطة بمحاذاة الجزارين والخضارة وأصحاب المحلات التجارية، ناهيك عن الوضع الصحي بالمنطقة الذي يتطلب توفير الأدوية داخل المركز الذي يشتغل فيه فقط ممرض واحد يقوم بالعديد من المهام لوحده، بل الطامة الكبرى أنه وحسب تصريحات الساكنة للجريدة وفي تحد سافر لكل القوانين فقد تم تشويه منظر السوق من خلال هدم سوره الواقي من قبل أحد المسؤولين عن هذه الشركة الخاصة بالأكياس الحجرية قصد مرور الشاحنات من وسطه صوب الوادي. وفي تصريحه لجريدة « الأحداث المغربية» أكد عبدالرحيم السعيد رئيس الجماعة القروية أحد لبخاتي بآسفي على أن هناك بالفعل بعض الفوضى بالسوق، لكن الجماعة يضيف بصدد إعداد تصميم التهيئة لإصلاح هذا السوق، حيث سيتم إعادة تهيئة المجزرة والقيام بالعديد من الإصلاحات، مؤكدا على أنه سيتم اقتناء مضخة لجلب الماء من البئر الموجود على مقربة من السوق لتفادي مشكل انعدام الماء بالسوق، وفيما يخص الحالة المزرية لوادي تانسيفت من خلال التخريب البيئي الذي يتعرض له بشكل مستمر فأشار إلى أن مراقبته تتم عن طريق لجنة مكونة من مجموعة من الأطراف تقوم بزيارات تفقدية إليه كل ثلاثة أشهر، مضيفا أن هناك اتفاقية من أجل كهربة حوالي 161 كانونا، كما سيتم تخصيص ميزانية تصل إلى حوالي 50 مليون سنتيم من أجل فتح المسالك الطرقية.