بعد عودتي للمنزل بعد صلاة الصبح و جلسة شيقة مع المومنين، رن هاتفي مذكرا إياي بحلول الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة. دخلت الفيسبوك لأجد الآراء المتضاربة حوله بين محتفل مبارك بجميل العبارات و الورود، و بين منكر معتبر أن اليوم تقليد بل تبخيس لحقوق المرأة التي ينبغي أن تكون كل أيامها أعيادا. تأملت قليلا هذا الجدال الدائر، فرجع بي تأملي إلى الجاهلية التي كانت تئد المولودة و كيف أنكر الله عز و جل ذلك بقوله: (و إذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت). و كيف أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم طوال حياته و أوصانا أن (رفقا بالقوارير) لرهافة قلوبهم و إحساسهن. و كيف ربط خيرية الرجل عند الله عز و جل بخيريته في أهله أي زوجه (خيركم خيركم لأهله). و كيف وصف من يهين كرامتهن باللئيم و هي التي تخدمه و تكرمه (ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم) سرحت كثيرا أفكر، و تذكرت كيف اعتبرت الكنيسةُ المرأةَ شيطانا يدخل الرجل النار، و بمقابل دعوى الكنيسة الغربية دعواتٌ يطلقها الغرب بتحرير المرأة ممَّ؟ من ازدراء الكنيسة أم من رحمة الإسلام الذي أنقذ المولودة من وأد مؤكد و كرمها طفلة و امرأة؟ سرحت لألحظ الفرق الكبير بين كرامة المرآة في شريعة الله، و بينها في شريعة السوق التي جعلت من جسد المرأة أدارة لعرض و بيع السلع في الإشهارات و المحلات. عيد سعيد لكن .. أمسِ و اليومَ و غداً و زادكن الله كرامة في الدنيا و الآخرة