في خلال السنة الأخيرة أبريل 2012 أبريل 2013؛ نازل مورينهو برشلونة 6 مرات بمردود 3 انتصارات و3 تعادلات وبعض الألقاب؛ أي أنه استرجع التفوق الاستراتيجي والميداني لصالح ناديه، بينما قبل تسلمه إدارة الريال كان المدريديون يتمنون ألا يواجهو البالرصا أبدا؛ لأنهم منهزمون منهزمون عكس البرتقيزي الذهبي الايه والموازيق وقلب الطاولة بوجه البارصا كرويا؛ فأصبح الكاتالانيون يصلون كي لا يواجهو الريال أبدا ولا في الأحلام . الحقيقه أن مباراة أمس كانت من الألف إلى الباء إلى التاء إلى الضاد إلى العين إلى الياء مدريدية شكلا ومضمونا وتكتيكا وتهديفا وفرجة وإمتاعا وإركاعا لعجرفة البارصا بعقر دارها ؛ صال المدريديون وجالوا بقلعة الكاتالان نوكامب، ولا الجنرال ميسي تمكن من الدفاع عن حصنه أحرى التفكير بالهجوم، جرد مورينهو أحسن لاعب في العالم من جميع أسلحته وأسره بين كماشتي فاران وألونصو بغياب ميسي أو تغييبه عن المباراة . استأسد الريال بقيادة الفنان رونالدو الذي بدى في كامل لياقته البدنية والتقنية والتهديفية، رقَّص كريستيانو البارصا واخترق صفوف دفاعها واقتنص ضربة جزاء وسدد وسجل وراوغ ومرر وكان أقوى وعذب البرصاويين بداخل الملعب وعلى جنبات المدرجات وأمام الشاشات بأركان الكرة الارضية الأربع . الجميل رونالدو ربح المباراة وكسب صراعه الثنائي الأزلي مع ميسي، بدى عملاقا بشموخ لعبه؛ وبدى ميسي قزما بتعثره في كبوات أخطائه وارتجالاته . أعطى الريال درسا للبارصا، ومنح مورينهو دروسا للمدرب الخصم في التكتيك والمشاكسة والاستباق والسعي إلى الإصابه من أقصر الطرق، الكره العصرية العملية الواقعية الانضباطية التكتيكية؛ وطبعا بمجموع هذه التوابل الكرويه صنع مورينهو لأعيننا طبخة كروية نادره لذيذة، ليس غير مورينهو بقادر على تحدي البارصا وبعقر دارها وبإصابات كالصدمات الكهربائية، وبالترقيص باللعب الجماعي الرجالي المستميت. والله هذا أحسن مدرب بالعالم، نازعه على الأحقية غوارديولا حين كان على رأس البارصا؛ لكنه اليوم مفخرة التدريب والرجل المشهود له بالهندسة الكروية الرفيعة . إجمالا رأينا أمس كيف أن القوي أو المستقوي إن كان البارصا أو كان ميسي أو كان جمهور الكاتلان؛ قد يبلع لسانه وجزمة قدمه، ووقف عاجزا عن مقاومة فريق قادم من قمم الواقعية ليلعب كرة سهلة ممتنعة ويحرج الغول الكروي البارصاوي أمام لا أدري كم من مئات ملايين المشاهدين. أمس شاهد كل العالم كيف أن الريال رقّص كطوريرو ثور البارصا وأرداه جريحا يلعق جراحه الكروية والنفسية ، رأى كيف أن ريال مورينهو ورونالدو والبقية قادرون؛ لو شاؤوا ووثقوا بإمكاناتهم ؛ أن يسعوا للفوز بالكأس الأوروبية العاشره في شهر ماي . أمس كان مدرب مانشستر يتلصص على الريال بملعب المباراة، ولعله انهزم مع البارصا بما رآه وما يتوقع أن يعانيه يوم الأربعاء أمام الريال بملعبه. تلك حكاية أخرى سأحكيها لأصدقائي؛ أتمنى على الطريقة التي أتوقعها، وختاما أقول للجميع أن الريال عندما يريد ويصمم فهو الفريق الوحيد في العالم الذي بإمكانه أن يَقهر ولا يُقهر .