أشياء جميلة حدثت ، فكنت الأبهى والأحلى من سنوات عمري . صرت أنا كما كنت أحلم أيام الصبا والمراهقة والشباب ، حتى اللذين حطوا على سفينتي هذا العام ثم رحلوا بعدما وكزوا فؤادي بالجراح العميقة ، ماعدت أذكر عنهم إلا تلك الفراشة الجميلة اللتي كانت ترفرف على أغصان العشق والنجم والياسمين. وأنت أيها القادم من بعيد ، جئت ورحلت ، وها أنت تصر على البقاء في كوخي الصغير والشمس الطاهرة تعلن عن ميلاد الربيع. وهذه الأوراق والأقلام والقصائد والأغنيات تحفني من رأسي إلى أخمس قدماي ، من القصر الكبير إلى كل ربوع الوطن العربي ، تدعوني لأسطر ماتبقى من قصص الحب والسلام لهذا العالم . وهؤلاء الأطفال ثماري التي أنجبتها من غير صلبي ، تزهر من مكان إلى مكان ، لتغرس الجنة على خداي ، بعد كل قبلة من الشفاه الطاهرة العفيفة. وهذه الكولونيا المنبعثة من مقابر الشهداء ، يطير لأجلها الحمام. وهذا العسل والقرنفل وحب النوى وورود اللوتس. وهؤلاء الأصدقاء والصديقات من الشعراء والأدباء والمثقفين والأميين وبائعي القزبر وحارسات المراحيض وربات البيوت. وتلك السيدة اللتي إذا شربت من ماء البحر ، يصبح البحر أحلى من كمالها ، أمي ياوردة الجاردينيا. وداعا ياعمري الجميل الذي مضى في سنة 2012 ، أحببتك جدا ، وأظنني سأحب سنة 2013 أكثر منك ، فاعذريني لأنني قد أجد فيها ماكنت على وشك الحصول عليه وأنا معك. وإنه القلب هو قلبي الصغير ، ولكن الحب هو حبي الكبير.