طنجة أجلسُ في المقهى مقهى القدّيسةِ باولا CafeSanta Paola منذ الصّبحِ الباكرِ أجلسُ في المقهى: طنجةُ تستيقظُ. لستُ أنا مَن يُوقِظُ طنجةَ... مَن قالَ: الحُلمُ ينام؟ ............. ............. ............. طنجةُ سيّدةُ الأنوارِ السبعةِ أغنيةُ البَحّار! كيسُ الخَيشِ لستُ أدري إلى أين تذهبُ بي كلُّ هذي الأغاني؟ أحملُ الوردَ في كيسِ خَيشٍ وأمضي به نحوَ مَن لايريدون أن يسمعوا أنّةَ الوردِ أمضي به نحوَ نفسي التي سئِمَتْ دورةَ الحُلُمِ المستحيلِ بفردوسِنا: الإشتراكيّةِ الجسدِ الحُرِّ كأسِ النبيذِ مع الخُبزِ والجُبْنِ... ................ ................ ................ هاأنذا أحملُ الوردَ في كيسِ خَيشٍ وأُلقِيهِ ... موجةُ بحرٍ ستحملُهُ نحوَ ساحرةٍ من زمانٍ جديد. حانةُ البِِرْغُولا ليس في 'البرغولا 'ما تنَفّسَ فيه اسمُها: مثلاً ليس في 'البرغولا' قشّةٌ أو مظلّةُ قشٍّ... هي، فعلاً، على البحرِ لكنها رضِيَتْ بالحياةِ بعيداً عن البحرِ. هذا النبيذُ وأطباقُهُ من خُضارٍ ومن سَمَكٍ ورِئاتٍ سَيُغْمِضُ عينيكَ: لن تُبصِرَ البحرَ... فاهدأْ ولن تبصرَ البَرَّ فاهدأْ ................ ................ ................ ومِن بَعدِ قنّينةٍ من مَنابذِ مكناسَ لن تبصرَ 'البِرغولا' ! وَشْمُ القرنفُلِ بالأمسِ حينَ دخلتُ طنجةَ، طائراً، للمرّةِ الأولى حسِبْتُ الأمرَ حُلْماً: هل دخلتُ حديقةً؟ بيتاً من الزُّلَّيجِ والنارَنْجِ؟ غيمةَ سُنْدُسٍ؟ وسألتُ عائشةَ الجميلةَ: هل سأبني هَهُنا بيتي، صغيراً، بين رملِ البحرِ والأعنابِ؟ هل سيكونُ لي أن أجمعَ الأصدافَ والأعشابَ... هل سأُحِبُّ؟ هل أمضي، فأُمْضِي الليلَ من حانٍ إلى حانٍ؟ وهل سأكونُ مجنوناً بِحُبٍّ، مثل حُبِّكِ... أنتِ عائشةُ الجميلةُ لا تقولي، الآنَ، شيئاً! واترُكي لي قُدْسَ هذي اللحظةِ... اتَّرِكي على شفتَيَّ وشماً من قرنفلةٍ ووردٍ ثمّ نامي...