يقول المثل ليس من سمع كمن رأى فالحقيقة لا تدرك بالسمع فقط بل لا بد من رؤيتها بالعين حتى يحصل اليقين لذلك فمهما قرأنا من أخبار عن تصاعد وتيرة ارتكاب الجريمة بمدينة القصر الكبير فإننا لن نستطيع أن نتخيل ما يحدث بالضبط وستبقى الصورة مشوشة في أذهاننا ما بين تضخيم الخبر الصحفي و المبالغة في السرد القصصي لروايات الاعتداء على المواطنين والمارة بالشارع أمام العيان التي قد يحكيها لنا بعض من نعرفهم . لكن وللأسف الكبير ما شهدته بأم العين مساء الأحد 25 نونبر 2012 يدفعني للقول بان مدينة القصر الكبير تحولت خلال موسم عاشوراء إلى مدينة مختطفة من قبل قطعان المجرمين والسكارى خاصة عندما يسدل الظلام اثوابه على المدينة . فعلى الساعة العاشرة مساأ شهد جميع المارة بشارع مولاي علي بوغالب على الجهة المقابلة للضريح اعتداأ شنيعا من قبل مجرمين على شاب في العشرينيات من عمره (مهاجر باسبانيا ويبدو انه ليس من أبناء المدينة) قصد سرقة حقيبة السفر التي كانت بحوزته لكنه استطاع رغم اللكمات التي تلقاها وطعنات السكين أن يدافع عن نفسه ببطولة نادرة حيث استل هو الآخر سكينا للمطبخ كان بين أغراضه ودافع عن نفسه بينما ظل الكل واقفا يتفرج دون أن يحركوا ساكنا لنعيش في مشهد سريالي شبيه بذلك الذي كانت تعرفه المدينة في بداية القرن حين كانت تتعرض لهجمات قطاع الطرق و رعاع البادية المجاورة لها قبل أن يلوذ الجناة بالفرار . وللأسف فهذا الحدث وقع على بعد أمتار قليلة من مفوضية الشرطة وفي قلب المدينة بمعنى أن زمن السيبة وانعدام الأمن لم يستثنى أي مساحة من أحياء القصر الكبير . العاشرة والنصف مساأ ورغم البرد القارص احد الأشخاص نصف عار يمر بدراجة هوائية مسرعا وسط الشارع الرئيسي قرب مسجد وادي المخازن وكأننا في زمن الهنود الحمر الحادية عشرة بمحطة طاكسيات المرينة عدد من السكارى بشكل فردي واحدا تلو الأخر يقطعون الشارع القادم جيئة وذهابا من حي العروبة نحو المرينة وهم يصيحون بكلام نابي وسفيه . امتطيت الطاكسي وغادرت المدينة متأسفا على ما وصلت إليه أوضاعها الأمنية التي لطالما نبهنا الى ان تفاقمها بالشكل الذي أصبحت عليه اليوم لا يدفع سوى نحو تازيم وضعية المواطن واستقراره بالمدينة ورميه في أحضان البؤس الاجتماعي وتكريس واقع التهميش والقتل الممنهج الذي تتعرض له المدينة وتاريخها . أرجو أن تكون للسلطات الأمنية بالمدينة وقفة حازمة ضد مظاهر الإجرام ليس في موسم عاشوراء بل على طول السنة وان تتحرك عاجلا لإنقاذ المواطنين من اعتداءات جحافل المجرمين واللصوص لان الأمر كما يتعلق بأمن المواطن يتعلق في نفس الوقت بهيبة جهاز الأمن وسمعته في الحفاظ على الأمن والاستقرار و النظام العام.