عاش العديد من المواطنين بمدينة القصر الكبير، بالتزامن مع احتفالات عاشوراء، على إيقاع ارتفاع عمليات السرقة والسلب تحت تهديد السلاح، أمام مرأى ومسمع المارة في كثير من الأحيان. ونقل شهود عيان عددا من الحوادث التي سجلت بالمدينة خلال الأسبوع الماضي، حيث تعرض شاب لاعتداء شنيع من قبل عصابة إجرامية، اعترضت سبيله أمام ملعب «دار الدخان» بالمدينة، أثناء عودته من العمل في مصنع للملابس، حيث تلقى ضربات بواسطة سكين، خلفت له جروحا عميقة في اليدين والذراعين، أثناء محاولته مقاومة السرقة، لكن العصابة تمكنت من سلبه مبلغ 3000 درهم، كان قد تحصل عليه للتو من المعمل كمرتب شهري، فيما نقل الضحية إلى المستشفى، وتمكن من التعرف على أفراد العصابة، وتسجيل شكاية لدى مصالح الأمن. كما تعرضت سيدة لعملية سلب أخرى، فقدت خلالها حقيبتها اليدوية التي احتوت أموالا وهاتفا نقالا وممتلكات أخرى، عندما باغتها ثلاثة شبان أثناء خروجها من مخبزة واقعة بحي «سيدي بو رمانة»، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى أحد الأزقة الضيقة المجاورة. وأفاد شهود عيان بأن الشبان الثلاثة اعتادوا الوقوف قبالة المخبزة، ويقطنون في حي مجاور، ومن المرجح ضلوعهم في عمليات سرقة أخرى. ووقع تلميذ يتابع دراسته بثانوية المنصور الذهبي الإعدادية ضحية لسلب هاتفه النقال أمام أعين عشرات التلاميذ، الذين وقفوا يتابعون فصول الجريمة دون أن يحركوا ساكنا، أمام ساحة علال بن عبد الله بالمدينة. وبالطريقة نفسها تعرضت فتاة لنشل هاتفها النقال، قرب ساحة المنار أمام أنظار عشرات المواطنين الذين لم يتدخل أحد منهم لنجدتها، وفر الجاني بعد إنهاء مهمته بكل اطمئنان. كما فقدت سيدة محفظتها اليدوية أمام مركز التكوين المهني، وبداخلها كل أوراقها الثبوتية وهاتف نقال ومبلغ مالي، حيث فر اللص إلى داخل ساحة سيدي مخلوف (السيركو)، دون أن يستطيع أي من المواطنين تعقبه. وبالقرب من مقهى المنزه بقنطرة المحمدية، توجه مجرمان نحو أحد الشباب مشهرين أسلحتهما البيضاء، وسلباه هاتفه النقال الذي كان بحوزته، فيما تمكنت مجموعة من المواطنين من رصد لص يقتحم أحد البيوت الواقعة في شارع مولاي علي بوغالب، وحاصروه على سطح المنزل، قبل أن يتم استدعاء رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليه. ويربط عدد من المواطنين بين مناسبة عاشوراء وارتفاع النشاط الإجرامي، بحكم الرواج التجاري الذي تشهده هذه المناسبة بالمدينة، وهو ما يوفر فرصة للعصابات الإجرامية لاستهداف أعداد أكبر من الضحايا، بينما تظل الشرطة في نظرهم الغائب الأكبر، حيث يلاحظ عجز الأمن عن التصدي لهذه الظاهرة، خاصة أن جزءا كبيرا منها يتم في وضح النهار، وهو ما يفسر عدم التجاء عدد كبير من الضحايا إلى مصالح الأمن لتسجيل شكاياتهم.