فكرت كثيرا قبل أن أعلمك بما تكنه لك نفسي من احترام و تقدير، فما كنت أخط هاته العبارات لولا نصيحة طبيب العائلة الذي ألح على ضرورة البوح و إلا لمرضت بداء فقدان القناعة و القناعة كنز الفقراء و المهمشين ، وكذا خوفا على انقضاء الأجل وأرحل ووصيتك دين على عاتقي . نعم أحترمك و أحترم قدرتك على الصمت الطويل، و الصبر على تحمل الشكاوى و العويل، وحنكتك في مراوغة الطالب و المطلوب كان عدوا أو زميل، وأقدر فيك تمثيلنا و الحديث بإسمنا في الأفراح و المقابر. نعم احترمك باعلال وافتخر بشهامتك، و بفاسك البتار؛ قاهر الأزقة قاطع الأشجار دون إعلان أو سابق إنذار. باعلال أدرك أنك على علم بحديث مجالسنا بالمقاهي ، عن البطالة و الإقصاء و المحسوبية وبيوت الملاهي، وكم سرتنا خطبتك العصماء للقضاء على القمل والفقر والطاعون و الوباء ، بتوزيع حصير مجاني للفراشة وإبرة لكل نقاشة ولكل رضيع خشخاشة . أتدري كم لك من المعجبات من نساء حينا الشعبي الذاهلة لسخاء المطير، ومن اليتيمات الحسناوات لعطفك الوفير ، ومن الطفلات البريئات لابتسامة وجهك النظير ؟ أتدري ما خلفته زيارتك الأخيرة لعشاء العشيرة من ملفات الطلاق، ومن تهم النفاق ومن فراق بين الأحبة و الشقاق؟ أقسم بالطوابير البيئسة بباب مكتبك ، و بجامع مهترئ وشيخ وضيع مؤدبك، ودعوة عابد زاهد مؤنبك ، أنك باعلال الدي يصلح لحالنا، ما دام حالنا فخور و لايرضى سوى باعلال فخرا له .