إن المتتبع لعمل المجلس البلدي بمدينة القصر الكبير منذ إعتلاء حزب العدالة والتنمية تسيير شؤونه ؛ يلاحظ ان المدينة عرفت عدة إصلاحات مهمة من بينها إعادة إصلاح البنية التحتية مقارنة مع ماقامت به المجالس السابقة . لكن السؤال هنا هو كيف يقوم المجلس بتحديد مشاريعه وعلى أية معايير يعتمدها لتسطير أولوياته ؟ لقد تم تسجيل عدة ملاحظات وانتقادات على طريقة اشتغاله ، بحيت يتعامل مع أحياء المدينة بتمييز عنصري متعمد وبشكل مستمر و متكرر ، إذ ندرج هنا بعضا من هذه الملاحظات . 1 إهماله الشديد لكل الأحياء الواقعة بمنطقة المرينة ، ابتداء ا من حي السلام؛ مرورا بحي الوهراني إلى غاية بوشويكة وباقي الأحياء المجاورة لهم . 2 تهميشه لحديقة المرينة ، والتي تعتبر أكبر حديقة بالمدينة من حيث المساحة، بحيت قام المجلس البلدي بإعادة باستثنائها من الإصلاح الذي هم جميع الحدائق ، مع تركها عرضة للتهميش ، حاليا المستفيذ الوحيد منها هم محترفي لعبة القمار هناك . 3 قيام المجلس بإعادة ترصيف أغلب شوارع المدينة، باستثناء أرصفة شوارع المرينة والأحياء القريبة منها . 4 إعادة إصلاح قنوات الصرف الصحي لأغلب الأحياء، في حين أن حي المرينة لم يستفد سوى من النفق الكبير الممتد على طول شارع 16 ، مع ترك أغلب الأحياء المتفرعة على طول هذا الشارع على حالها، مما يسبب عدة مشاكل للسكان. 5 قيام المجلس البلدي بتواطؤ كبير من خلال غضه الطرف عن عن الممر الارضي الفاصل بين حي المرينة وباقي أحياء المدينة، بحيت أن هذا النفق غير صالح لا من الناحية الجمالية ولا من الناحية الصحية ، بمجرد دخوله تحس باختناق حاد بسبب الروائح الكريهة هناك الناتجة عن انعدام التهوية ودخان الدراجات النارية ، إضافة الى عدم الاهتمام بتنطيفه بصفة نهائية . أما من الناحية الجمالية فهو يعتبر أسوء ممر أرضي متواجد بالمغرب ، إذ يفتقر للإنارة الجيدة بالإضافة إلى الزليج الرديء المستخدم للزينة هناك ؛ و الذي لايرقى إلى أدنى مستوى من الجمالية مقارنة مع جميع الممرات الأرضية بالمغرب ، دون إغفال أن النفق تغمره المياه كلما سقطت الأمطار. ترى أي ممر هذا وبماذا يمكننا تشبيهه ؟!!! 6 تضرر السكان القريبين من مسجد المزوري من كثرة الأزبال الناتجة عن مخلفات بائعي الخضر والفواكه، وكذالك الروائح الكريهة الناتجة عن بيع السمك هناك، مع العلم ان المكان غير مخصص لذلك ، دون قيام المجلس البلدي بإيجاد أي حل جدري لهدا السوق سوى حلوله الترقيعة والتي تفشل دائما . من خلال هذه الملاحظات المتراكمة على المجلس البلدي بخصوص أحياء المرينة، تبين لنا تعامله مع المدينة بمنطق الحي النافع والذي يجب الاهتمام به وترقيته ، والحي الغير نافع المعرض للتهميش والنسيان . هذا التهميش ؛ جعل أحياء المرينة عرضة لتنامي عدة ظواهر سلبية ، منها ظاهرة الإجرام والمتاجرة في كل أنواع المخدرات هناك . فإلى أي حد ستظل هذه المناطق تعاني التهميش والامبالات أم أننا يجب علينا انتطار مجالس أخرى لتهتم بها .