كان لمثقفي مدينة القصر الكبير موعد مع تقديم رواية " الموريسكي " للدكتور" حسن أوريد" وذلك بالمركز الثقافي البلدي بمبادرة من ملحقة وزارة الثقافة بالعرائش وتنسيق مع رابطة الإبداع الثقافي بالقصر الكبير وذلك الجمعة 13 ابريل 2012 . اعتبر مدير اللقاء الشاعر" إدريس علوش" سياق الأمسية يأتي في إطار تفعيل الفعل الثقافي، وبعد الترحيب بالضيف " أوريد " الذي يعني أمازيغيا "الحجل الصغير" قال بأنه اختار أن يحط فوق جنس الرواية بالرغم من تنوع الأجناس الأدبية لديه ،ثم ذكر بإصدارات الضيف الشعرية والسردية المتنوعة ........ مدير ملحقة وزارة الثقافة بالعرائش السيد العربي المصباحي رحب بدوره بالدكتور أوريد وأعاد للأذهان الأسماء الوازنة الثقافية التي حلت ضيفة على هذه القاعة وبالمدينة التي شكلت دوما خزانا ومدرسة تخرجت منها العديد من الأسماء المتألقة .. في كلمة رابطة الإبداع الثقافي التي ناب عنها المبدع الشاعر عبد الرزاق استيتو أكد على أننا نعيش زمن الرواية بامتياز، وأن رواية الموريسكي استطاعت أن تنقلنا لدهاليز تاريخ الموريسكيين ...إن الرابطة تراهن على فعل ثقافي جاد يعيد بناء مغرب المستقبل باعتبار الثقافة دعامة للتنمية المستدامة كما دعا للتفكير في عقد شراكات.لمصلحة المشهد الثقافي . بشرى الأشهب مديرة المركز الثقافي اعتبرت اللقاء تشريفا للمؤسسة وأن الرواية تفتح صفحاتها للجميع ليطلع على تفاصيلها التي ترمز للإبداع الأصيل،، لقد شكل القصر الكبير ملاذا للأسر الموريسكية وان تراثه المادي يكشف ذلك ، ومن اللازم رد الاعتبار لهذا التراث ... الباحث الشاعر محمد العناز: جدل الواقعي والمتخيل في نص الموريسكي إن الرواية تندرج في صنف الرواية التاريخية والتي أول ما ظهرت في القرن التاسع عشر. "الموريسكي" تجمع بين شخصيات واقعية وأخرى متخيلة باعتبار التاريخ على صلة بالواقع، والموريسكي ذات تفكير جمالي ارتبط عنصره الأول بما هو معرفي ،والثاني بما هو جمالي إبداعي فني صرف، دون السقوط في التأريخية الفجة . لقد استطاع الكاتب أن يستنطق الحكاية التاريخية ويملأ فراغاتها، ويطرح أسئلة حارقة عبر قراءة الماضي لفهم الحاضر، فالرواية تصور مأساة شعب بأكمله وويلات محاكم التفتيش، وأنها تفتح جرحا غائرا لن يندمل . إن السارد احمد / بيدرو، فرض عليه طمس كل ما ارتبط بالدين والهوية، فعاش مسلما متخفيا خائفا من عسس الكنيسة ،ولقد استطاع أن يتأقلم مع الظلم ويعيش مأساة المقاومة والحفاظ على الذاكرة ، ثم الفرار إلى وطن آخر مؤجل، والرحيل للعدوة الأخرى إنه تاريخ مأساوي جديد !!!!. حتى الاسم اختاره سلطان العدوة فأصبح بيدرو / احمد : "شهاب الدين " كاتبا في القصر السعدي يهتم بترجمة المراسلات الواردة على السلطان الذي اختار تنوع حاشيته من أمازيغ وعجم، وكأنه يرمز لتنوع الثقافات، وما هي في الحقيقة سوى صورة مفخخة للتاريخ السلطاني ..لقد خبر أحمد / شهاب الدين حياة القصورفأصبح مطالبا بالصمت وهو بذلك يتمزق داخليا .. وبعد موت السلطان والدخول دوامة الصراع يتعرض السارد لاضطهاد آخر فيرحل للضفة اليسرى لسلا ، وبذلك يتبخر الحلم لجماعة تحمل جرحا غائرا .... إن السارد يتسامى عن المصير الجماعي فيقرر الرحيل مرة أخرى إلى الأرض المقدسة لكنه يحط الرحال بترز بتونس ليستعيد التاريخ .... اعتبر الباحث الشاعر محمد العناز "الموريسكي" رواية شعب بمفترقين مغلقين ( الكنيسة – الإسلام ) شعب لا يعرف أي طريق يختار فأجبر على العيش في الظلم ..ولقد أجبر السارد على دفع ثمن ولادات جديدة مشبوهة لا تقيم اعتبارا للذات وبذلك يكون العمل جرحا للمكان وتعدده. إن نفي المكان إحساس نما في نفسية السارد، ووطن الآخرين اختزال للأسئلة المحرقة، والذاكرة وحدها القادرة على المقاومة ...النص السردي مليء بالإيحاءات الصريحة والمضمرة وهو وصراع قائم بصور مختلفة في حياتنا حين ينساق الديني للسياسي ،، وحين يتم استغلال الفتوى ،،كما أنه يعرض أشكال المثاقفة في الذات والآخر، وهو مزيج بين الواقعي والتخييلي، انه منطق شخوص أزمتها الأحداث وتشطرت بين شطرين لتبقى أمام أسئلة عصية عن الإجابة .... حسن أوريد : أي أندلس نريد؟؟؟ الدكتور حسن أوريد شكر بدوره رابطة الإبداع على مبادرتها كما ذكر بقول فريد الأنصاري الذي اعتبر مدينة القصر الكبير إحدى قلاع اللغة العربية . استحضر أوريد الذاكرة الثاوية داخلنا وأننا مطالبون بأن نحيي الأندلس لأنها مفخرة للإنسانية،،، ثم طرح سؤال : أي أندلس نريد؟؟؟ : - لقد كان لرواد النهضة الأدبية ارتباط وثيق بالمنطقة الشمالية لقربها من الأندلس ومنهم أمير البيان شكيب أرسلان وأمين الريحاني ،،كما أن الحركة الوطنية استحضرت نموذج الأندلس باعتبارها رمزا للانعتاق في وجدان رجالاتها .. - أندلس الغربيين الذين اعتبروها رديفا للتعايش ولقد قامت جامعة الجزائر بجهد جبار كالذي قام به شارل بيلار الذي اعتبر الأندلس رمزا يحيل للتعايش بين الأجناس بتقديم نموذج إنساني مشترك .. - وهناك من قدم صورة مزعجة للأندلس لا تخرج عن التهتك والخلاعة واختصرها في هذه الأجواء ، والصواب أن يقولوا ( انحطاط الأندلس) . للأندلس حضارة راقية التقى فيها العقل والجدل فأثمر فلاسفة ومتصوفة، ولقد علمت الحضارة الأندلسية للإنسانية علم الجمال ( قصر الزهراء ...) والتعايش بين الأديان والأجناس والثقافات . وقال أوريد إن الأندلس ملك للذين يحسنون صيانتها ،وأن إحياءها يحتاج إلى الآخر فذكر بنظرة فولتير للموريسكيين حيث قال :ما أن تم طرد الموريسكيين حتى دخلت الأندلس فترة الانحطاط ،،، أما سيرفانطيس فقد استفاد من فترة أسره بالجزائر حين تعرف على أحد الموريسكيين الذي استلهم منه أجواء عمله الرائع دون كيشوط. وجب الاعتراف كون الموريسكيين كانوا ا قربانا لصدام حضارتين .....