نحن الآن, دولة وشعبا, نسجد أدلاء نادمين عند قدميك الصغيرتين المغسولتين بدماء تضحية لست معنيا بها; نحن الآن, مثقفين و أطباء و شرطة و عموم الناس, ننحني صاغرين أمام صرخات الألم, أمام انين الوجع المكتوم الذي أطلقته حين دبح لحمك المقدس سكينين: سكين الانحراف الجنسي وسكين الفولاد.تمكنت الرديلة من غرز أنيابها في أجنحتك يا طائر الفردوس. تمكن الاغتصاب الذي غفلت عنه الدولة و الشعب, فلم يستأصلاه في مهده, فكبر و ترعرع بين ظهرانينا لعشرات السنين, في بيوتنا و مساجدنا و مدارسنا و مستشفياتنا, إلى أن تمكن من دبحك في حفرة منبوذة دون يد حنون تغمض عينيك, في حديقة منبودة, في داكرة الفقراء المنبودين و النساء المشرملات, الفتيات والفتيان ممن حرقتهم النار في غرفهم و هم أحياء, الغريقات والغرقى بعيون مفتوحة تحلم باسبانيا و بلدان الأنوار, داكرة الصغار والصغيرات المخطوفات اللواتي ستسيل دماؤهن اليوم و غدا وبعد غد. حبيبي عدنان, نحن الآن, دولة وشعبا, سلطة و معارضة, نقف مهزومين أمام دموعك التي فشلنا في مسحها في ليل الجريمة والنحس والظلام, ننحني أمام صفاء نظراتك وطهارة براءتك وبياض ثقتك التي وهبتها لوطنك الذي لم يعاملك بالمثل, لم ينظم أوراش دائمة و قوافل متحركة, تتحالف فيها الدولة والمجتمع المدني للدفاع بحزم عن أصحاب الحيوات الهشة( أطفال محترقين و مدبوحين- نساء مشرملات- معاقين معتقلين في بيوتهم و معدبين سرا وعلنا) والبحث عن الأسباب ووضع الحلول لواقع تتآزر فيه الجريمة و الفقر والانحراف و الغدر. حبيبي عدنان, لم نكن يوما جديرين بك, وفي مثل مجتمعنا لن نكون أبدا جديرين بحنان عينيك و صدق نشيد ابتسامتك ,أنت تنتمي إلى داكرة الصفاء حيث يقيم عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب وعلال بن عبدالله و عبد الخالق الطريس وسيدنا الحسين سبط رسول الله(ص) , في هؤلاء المغدورين تسبح ياعدنان, دموعك جواهر و درر تضيء أجياد الملائكة, دمك زينة حمراء على خدودهم و شفاههم المجيدة. أنت لست من هدا الوطن لأنك أنت الوطن في صورته الأخرى, في حلته الأبهى, في سمائه الأعلى. عليك السلام من قبل و من بعد , هذا الوطن ليس جدير بك يا بني. إذ وحدهما أبواك جديرين بك ثانيا….ووحده الله جدير بك أولا…