الكثير أصبح يتكلم عن اكتشاف دواء لعلاج مرض كوفيد 19 الذي يسببه فيروس كورونا ويروج له كما لو أننا وجدنا الحل النهائي لكارثة كورونا وأننا تغلبنا عليه نهائيا. والواقع أننا لازلنا في بداية الطريق. نشر هذه الأخبار وبهذه الطريقة يولد شعورا كاذبا بالأمان ونهاية المعركة بانتصار كبير على العدو المشاكس، وهي رسالة مبطنة وغير مباشرة للتهاون في تطبيق الحجر الصحي والتدابير الاحترازية والتزام الحيطة والحذر. إلا أن الحقيقة العلمية هي أن العقار لازال قيد الدراسة وأن أعراضه الجانبية كثيرة ،منها ما هو معروف ومنها مازال يكتشف من طرف العلماء. العقار لن يستعمله كل المرضى ،بل سيوصف للمرضى في مراحل معينة من المرض و حسب وضعية المريض وتجاوبه، لذلك سيكون استعماله مقننا بشكل صارم . (المغرب فرنساالولاياتالمتحدة الأمريكية… ) عكس ما بتخيله البعض كدواء بسيط مثل الأدوية المتداولة لعلاج الزكام الموسمي. تدوينتي هذه تأتي تفاعلا مع عدم اقتناع شريحة من مجتمعنا بأخطار انتشار فيروس كورونا و الوضع الكارثي الذي يعيشه العالم، حيث التقي يوميا بطريقة مباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأشخاص لا يعيرون أي اهتمام للتدابير الاحترازية بل يستهزؤون بها إما بطريقة مباشرة ويعبرون عن ذلك صراحة أو تلمسه جليا في سلوكاتهم المتهاونة (التجمعات ،الازدحام في الأسواق ،عدم احترام المسافة الدنيا ……) يعتقدون بأن الأمر يتعلق بزكام بسيط كما روج له البعض في بداية الأزمة من باب طمأنة الشارع وعدم زرع الهلع والتهويل لدى المواطنين ، إلا أن هذا الحرص الزائد له أعراض جانبية عند البعض، حيث تكونت لديهم قناعة بأن المرض بسيط ولا يعدو أن يكون نوعا من نزلات البرد الموسمية وأن المغاربة لهم جهاز مناعة متفوق لا يقهر وليس له مثيل. لذلك لابد من التذكير بأعراض هذا المرض الجديد الذي يمكن أن يمر في بعض الحالات بدون أعراض أو بأعراض خفيفة . إلا أن ما يميزه في أغلب الحالات هو ارتفاع درجة الحرارة المفرط والسعال الجاف وضيق التنفس والتهاب الرئتين مما يستدعى في أغلب الحالات اللجوء للتنفس الصناعي عن طريق آلات التنفس الصناعي الباهظة الثمن (وعددها محدود في بلدنا) وأسابع أو شهور من معاناة المرضى تحت رعاية فريق متخصص يتكون من 5 أطر صحية على الأقل طوال اليوم 24/24 وقد ينتهي به الأمر إلى الوفاة في الحالات الصعبة. المرض خطير وفتاك ،قهر دولا عظمى ولازال يعصف بها صحيا واجتماعيا واقتصاديا ….. رسالتي بسيطة جدا : الوقاية خير من العلاج الزموا بيوتكم بقى فدارك ،تحمي راسك وبلادك