قبل يومين أو أكثر، زارني أحد الأصدقاء يحمل معه كتابا جديدا يهاجم جماعة العدل والإحسان ومرشدها الأستاذ عبد السلام ياسين، ولما أعطاني الكتاب أردف بخبث ومشاكسة:"انظر ما يقول العلماء عن الجماعة التي تدافع عنها في مقالاتك كأنك من أخلص حوارييها"، حينها أجبته بتخابث مماثل أما دافعي ودفاعي عن العدل والإحسان فأنت تعرف أسبابه. وأولها رفضي الرضوخ ل"استحمار رسمي معمم" يراد بنا من قوم يعدوننا من بهيمة الأنعام وقد خلقنا الله بشرا، وهو موقف لا أظنك إلا تشاطرنيه أنت وكثير من الشرفاء، وقد أجبتك عن هذا السؤال -على ما أذكر- في مقال سابق بعنوان "لماذا تكتب عن العدل والإحسان؟"، وأما بخصوص الكتاب فبعد القراءة تجد الجواب. غالبا ما توصف جماعة العدل والإحسان في المواقع الإلكترونية وبعض الجرائد والكتب بأنها صوفية، ويأتي النعت في سياق التشهير والقذف وتحريض الغوغاء على هذه الجماعة، فالصوفية جميعهم عند عموم العوام -وحتى عند بعض أنصاف المتعلمين والمتفيقيهين- ضالون مبتدعون خرافيون فاسدوا العقيدة، يشربون الماء الحار، ويأكلون اللحم النيئ، ويطوفون بالأضرحة، ويتراقصون كالمجانين، يبيحون الاختلاط والمعازف، ويتبركون بالقبور ويذبحون لغير الله. ويحرص النظام المغربي على تحريض علمائه الرسميين –وحتى المستقلين- وخطبائه وإعلامييه وتياراته الدينية المجندة من زعماء السلفية التقليدية كالشيخ المغراوي والشيخ الأمين بوخبزة وغيرهم على إلصاق تهمة "التصوف" بجماعة العدل والإحسان "جماعة الخرافة والضلالة" وغيرها من الأوصاف، فتؤلف المؤلفات وتعد البرامج وتحبر الخطب وتنشأ المواقع لتفضح "جماعة الخرافة"، وتكشف عوراتها للناس فالعدل والإحسان يقدسون شيخهم ويؤمنون بالخرافات ويفسدون عقائد الناس وينشرون البدع وهلم جرا. لكن التناقض يكمن في أن الدولة في الآن نفسه ترعى الدولة "التصوف"، وتسبغ عليه من المكرمات والهبات مالا يعد ولا يحصى، فحيثما وجدت زاوية في بيت مضر أو وبر -حتى في أصقاع ومجاهل إفريقيا- إلا وصلتها صلة أو أعطية ملكية. فهنا السؤال كيف لنظام يعتبر صوفيا طرقيا حتى النخاع اعتقادا وسلوكا وهوى فالأسرة العلوية تيجانية ووزير الأوقاف المسؤول عن السياسة الدينية بوتشيشي قادري يدعم "الصوفية" ويحاول ترسيم " عَقْدِ الأشعري وفقه مالك وطَريقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِكِ"، ويدافع عن التصوف السني ويقيم المهرجانات لرجال التصوف ويحرص على إحياء المواسم في الأضرحة والقبور وفي نفس الوقت ينكر على العدل والإحسان "صوفيتها"، لكن عند التحقيق ليس هناك تناقض فصوفية العدل والإحسان ليست هي الصوفية الرسمية التي يؤمن بها المخزن وقد فصلت ذلك في مقال بعنوان:"الآن فهمت لماذا توصف العدل والإحسان بالصوفية"، ولئن حاولت في ذلكم المقال أن أفهم لماذا يصر المخزن على الوصف التهمة، فسأحاول في هذا المقال أن أفهم هل حقا العدل والإحسان جماعة صوفية؟ من المؤكد أن الخلاف حول التصوف ورجاله ومدارسه قديم بقدم التصوف نفسه، لكن الخلاف حول التصوف حاليا هو خلاف مفتعل ومتعمد ومبالغ فيه، والناس في التصوف على ثلاثة أصناف: الصنف الأول: مرتزقة ممن يتكسبون ويقتاتون من خصومتهم مع العدل والإحسان ومع الصوفية عموما، ومنهم "شيوخ معتبرون" عند أتباعهم، من أدعياء السلفية ممن جعلوا من محاربة تصوف وجهادية ومواقف العدل والإحسان قضيتهم، التي يتلقون عليها المنح والهبات من داخل المغرب وخارجه، وهو صنف لا يحتاج منا إلى كبير بيان أو تبيين فهواه يدور مع أرصدته، وإقناعه لا يكون إلا بمقدار ما يضخ في حساباته من شيكات وتحويلات. الصنف الثاني: صادقون ممن يهاجمون التصوف عموما بصدق، ولكن مع جهل مطبق بالتصوف وأصوله وتاريخه ورجاله ومصطلحه ومدارسه وقضاياه، وهؤلاء يحتاجون مع البيان والشرح والمحاججة إلى صبر وأناة، وإلمام بقواعد الحوار والبحث ومنهجياته. فأكثرهم لا يجيد إلا لغة السباب والتكفير والتبديع والتفسيق والإخراج من الملة، وأمثال هؤلاء لا يتحرجون من ترديد أقوال من سبقهم من الآراء الشاذة فقها وعلما وورعا في تكفير الحلاج وابن عربي وابن سبعين والصوفية عموما من أمثال الإمام ابن تيمية، ولو واجهت بعضهم بما قاله العلماء في تكفير ابن تيمية وتبديعه لأسقط في يده ولم يجد إلا التشكيك جوابا، ولفغر فاه أحقا كفر العلماء أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني؟ وحسبي أن أورد رأي عالمين فيه، لاستفزاز من يرى في أقوال ابن تيمية حجة ما بعدها حجة، لعلهم يتريثون قليلا، ويقلبون النظر قبل المسارعة في تكفير المسلمين في قضايا الخلاف دون تكفير هما: -الإمام المحدث ابن حجر العسقلاني صاحب الفتح –ولا هجرة بعد الفتح –"ونودي بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلّ دمه وماله خصوصاً الحنابلة، فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع، ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم وأنهم على معتقد الشافعي"-كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - -والفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي "ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرّح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية. والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في كل وعر وحزن، ويُعتقد فيه أنه مبتدع ضالّ ومضلّ جاهل غال عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين"-كتاب الفتاوى الحديثية- الصنف الثالث: بسطاء من العوام وحتى من أنصاف المثقفين والمتعلمين، ممن يستهلكون الجرائد والدعاية العامة وثقافة العناوين يرددون ما لا يعون، وقد جرى لي مع كثير منهم محاورات ونقاشات كنت أبدأها دائما بالسؤال عن الأبجديات: ما هو التصوف لغة واصطلاحا؟ لماذا سمي بهذا الاسم؟ متى ظهر لأول مرة؟من أسسه؟ ما هي مدارس التصوف؟ وأخلص في النهاية إلى أن الناس يخوضون في بحار العلوم بعناوين سطحية، وببدايات غير صحيحة هي بدايات الأحكام الجاهزة المسبقة. هل العدل والإحسان جماعة صوفية؟. في اعتقادي أن الصنفين الأخيرين معذوران نسبيا في أن يعتبروا العدل والإحسان جماعة صوفية لسببين: أولهما ذاتي: يتمثل في كون العدل والإحسان لا تبذل مجهودا تواصليا كبيرا في نفي بعض التهم عن نفسها، ولا تخوض في مثل هذه القضايا مكتفية بالقول:"أن ما يقوله الناس غير صحيح ويكفيهم العودة إلى كتابات السيد المرشد"، وتنسى الجماعة أو تتناسى أن كثيرا من الناس يستهلكون المعلومة الجاهزة، وهم إما غير قادرين، أو غير مستعدين، أو ليسوا حتى مطالبين بالبحث والتنقيب على مواقف الجماعة في أدبياتها وكتب مرشدها الغزيرة والكثيرة، خاصة ما تعلق بالقضايا الفكرية العويصة، لذا فالجماعة مطالبة بتواصل أكبر في القضايا الفكرية كما تتواصل سياسيا، ولا أظن أن الحديث عن الحصار والتضييق ينفي المسؤولية عن الأجهزة المكلفة بمهمة التواصل داخل الجماعة. ثانيهما موضوعي: ويتمثل في مجموعة من العوامل لا يمكن أن يشكل تظافرها جميعا إلا حجة عند من يتهم الجماعة بالتصوف – بمعناه القدحي وإلا فالتصوف عند كثير من المحققين هو شرف ما بعده شرف- ويمكن أن نجملها في أربعة عوامل: العامل الأول: ارتباط مؤسسي الجماعة الأوائل بالزاوية البوتشيشية في زمان الشيخ الحاج العباس- أب السيد حمزة شيخ الزاويا البوتشيشية الحالي-، فالرعيل الأول المؤسس للجماعة وواضع لبناتها الأولى وعلى رأسهم الأستاذ عبد السلام ياسين قضوا عمرا طويلا في أحضان الزاوية بمداغ، وتلقوا التربية الصوفية على يد الشيخ الحاج العباس، ومنهم الأستاذين المرحومين محمد العلوي وأحمد الملاخ وهما ممن ساهم في كتابة "رسالة الإسلام أو الطوفان" بعد ذلك. العامل الثاني: تركيز الجماعة بإلحاح على الجانب الروحي كالذكر والقيام وقراءة القرآن والرباطات في برامجها وخططها، واهتمامها بالجانب الغيبي كالرؤى والمشاهدات والكرامات وتصريحها بذلك دون مواربة. العامل الثالث: عدم تبرئ مرشد الجماعة من تجربته الصوفية ومن بعض رجال التصوف رغم محاولات البعض دفعه إلى ذلك وهو ما أعلنه صراحة في كتاب الإحسان:"كنت كتبت منذ خمسة عشر عاما وأنا يومئذ لا أزال في بداياتي عن صحبتي لشيخ عارف بالله رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خيرا، وأدليت بما كان معي يومئذ من شهادة، ....كفرني بعضهم لأني ذكرت فلانا وفلانا فلم أكفر أحدا، واستخرفني آخرون لحديثي عن الغيب والكرامات. الآن أعود إلى الموضوع لا لأتبرأ من الصوفية كما ألح علي بعضهم" وهو نفس الأمر الذي أكده من جديد في مقدمة كتاب الإحسان في طبعة 1998:"كان بعض الفضلاء ممن يتأسفون على "سوابقي" الصوفية اقترح علي أن أكتب متبرئا من ماضيّ الصوفي. ولعلهم بحسن نية أرادوا أن يمحوا عني وصمة. ولعلهم ظنوها زلة. ولعلهم.فهأنا أكتب بعد تسع وعشرين سنة مضت منذ وضعت قدمي في الحوزة المباركة –يقصد الزاوية البوتشيشية- يوم احتضنني وليدا تائبا حائرا وأنا في الأربعين من عمري شيخي وقدوتي إلى الله العارف بالله الشريف النسيب سيدي الحاج العباس بن المختار القادري نسبا البوتشيشي شهرة الشاذلي طريقة .رحمه الله " العامل الرابع: طبيعة علاقة الأعضاء بالمرشد عبد السلام ياسين القائمة على المحبة والتوقير، وهي علاقة فريدة لا نكاد نجدها في سائر التنظيمات حتى الإسلامي منها، فما يحظى به الأستاذ عبد السلام ياسين عند أتباعه من توقير وتعظيم واعتبار يفسره الكثيرون ب"علاقة الشيخ والمريد" رغم أن هذا النوع من العلاقة موجود بشكل كبير في التراث الإسلامي بعيدا عن الطقوس الصوفية. مآخذ العدل والإحسان على الصوفية: رغم أن العدل والإحسان تشترك مع "المدرسة الصوفية" في التركيز على الجانب الروحي وتغترف من نفس المعين التربوي، ورغم ماضي مؤسسيها الصوفي إلا أن العدل والإحسان تمتلك قراءة نقدية خاصة بها لتاريخ التصوف وقضاياه، تصل إلى حد التناقض الصارخ والصدام مع الصوفية –وهذا مما لا يعرفه كثيرون- فمآخذ العدل والإحسان على المتصوفة متعددة ومتنوعة، نقف على ستة منها وأما التفصيل فيحتاج إلى بحث أكاديمي عميق ليس هذا أوانه ولا إبانه: 1-إنعزالية المتصوفة: من أكبر ما تؤاخذ الجماعة على المتصوفة هو انعزالهم عن المجتمع والاهتمام بالمصير الفردي وهو ما تطلق عليه "إسلام الزهادة والهروب من المجتمع"، فهي تعتبر هذا النوع من الهروب مخالفة للسنة النبوية، القائمة على مخالطة الناس وتبليغ الدعوة وتحمل أعباء المجاهرة بالحق والمشاركة في الحياة العامة، ولعل هذا ما انتبه إليه بعض المتصوفة في المغرب أو دفعوا إليه، فقد صارت مشاركتهم وانخراطهم في الشأن السياسي بشكل واسع ملحوظة مؤخرا. 2-تقاعس المتصوفة عن الجهاد: إن من أكبر الملاحظات على تاريخ المتصوفة في المغرب وفي غيره من البلدان، أن أغلب المتصوفة ولا نقول كلهم اختاروا طريق السلامة في تعاملهم إما مع المستعمر أو مع السلطة الحاكمة وتواطؤوا معها إما بصمتهم أو مشاركتهم وخالفوا مسار سلفهم من الصوفية الذين ناصروا الحق وشاركوا في الجهاد ضد الظلم "انحاز طائفة من العلماء والأئمة المربين إلى صفوف الأمة يرومون إصلاح الناس على هامش الحياة العامة لَمَّا يئسوا من وجود أنصار على الحق قادرين على إنجاح القومة........من هؤلاء المربين من عُرفوا باسم طارئ على القرون الأولى سُمُّوا صوفية." 3- سلوكات وبدع المتصوفة: رغم أن العدل والإحسان لا تتنهج مسلك التبديع والتكفير والتفسيق، إلا أن الجماعة تنتقد بشدة بعض بدع المتصوف المخالفة للشريعة ولا يجد مرشدها غضاضة في تبني نفس موقف الإمام ابن تيمية "والصواب أنهم (أي الصوفية) مجتهدون في طاعة الله، كما اجتهد غيرهم في طاعة الله. ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين. وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ. وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب". وقال: "وإنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي". 4-ابتعادهم عن المصطلح القرآني والسني: من مآخذ العدل والإحسان على المتصوفة استعمالهم لمصطلحات غير قرآنية ولا نبوية بداية من الاسم وهذا ما كتبه الاستاذ عبد السلام ياسين منذ بداية الثمانينات:"لست أدعو إلى التصوف، ولا أحب الاِسم والشكل لأني لا أجدهما في كتاب الله وسنة رسوله بعد أن اخترت جوار القرآن والجلوس عند منبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. لا، ولا حاجة لي بالمصطلحات المحدثة، فلي غنى عنها بلغة القرآن وبيان إمام أهل الإحسان". 5-التصوف الفلسفي: يرفض الأستاذ ياسين التصوف الفلسفي ويرى أنه جنى على التصوف الحقيقي وشوه معانيه ومقاصده، بل ويعتبره نوعا من الشطح الذي يستوجب التحسر "وتحسَّرْ أنت وحدك يا من يحمل هم الأمة على ما تسرب إلى جوهر الدين من خلال التصوف الفلسفي الشاطح" ويفسر ذلك بأنه "طرأ بعد القرون الفاضلة الثلاثة هجوم الفكر الفلسفي الهيليني وتأثير التأله الفارسي والهندي والصابئي. وطرأ بعد الإمام الغزالي الذي حاول إصلاح ذات البين بين فقهاء الأحكام وفقهاء التربية تسلل الفلسفة الإشراقية وعقائد الحلول والاتحاد الملعونة". طقوسية المتصوفة: مما تؤاخذه جماعة العدل والإحسان على المتصوفة بعض طقوسهم في اجتماعهم ولباسهم، وفي تراتبية العلاقة بينهم وفي علاقة شيوخهم بمريديهم، وهو اتهام يبادر البعض لإلصاقه بالعدلاويين أنفسهم، لكن بالرجوع إلى أدبياتهم نجد العلاقة قائمة على ما يسمونه النواظم الثلاثة، التي هي المحبة والنصيحة والشورى والطاعة، وهو ما يؤكده واقع الشهادات المستقاة من تسجيلات اجتماعاتهم المبثوثة على المواقع. خاتمة : نخلص في النهاية بعد هذا المقال المختصر جدا جدا، أن من يصفون العدل والإحسان بأنها جماعة صوفية، إما أنهم لا يعرفون التصوف أو لا يعرفون الجماعة أو لا يعرفونهما معا. __________________________ كتاب الإحسان- ذ عبد السلام ياسين. كتاب تنوير المؤمنات ذ عبد السلام ياسين. كتاب رجال القومة والإصلاح-ذ عبد السلام ياسين. كتاب الرسالة القشيرية- الأستاذ أبي القاسم القشيري. كتاب لطائف المنن-الإمام ابن عطاء الله الاسكندري.