رحاب عبد المحسن - موقع إسلام أون لاين وسيلة نصب.. هذا ما ينطق به لسان حال هذا المنتج الذي يتم تداوله في واحدة أو أكثر من الدول العربية،فغشاء البكارة الصناعي، هو جهاز للغش راعى مصنعوه أن يمدوا مستخدمته بكل خطوات خطة النصب، موجهين حديثهم كما يشير موقع الشركة المصنعة له لكل فتاة تريد الكذب بشأن عذريتها، أو ترغب في إعادة ذكريات فترة النقاء. وتبدأ خطة النصب بإعلانات تؤكد سهولة الاستخدام بعبارات مثل: "استعيدي عذريتك في 5 دقائق" و"أخيرا سرك الدفين سيمحى تماما"، و"نعدك بأن يكون أمر استخدامه أسهل من العد على الأصابع". ثم يأتي كتيب التعليمات ليصف بشكل تفصيلي كيفية استخدام هذه الأغشية البلاستيكية التي توضع باليد محل الغشاء الحقيقي، والمملوءة بمقدار حوالي "ملعقة شاي" من الدم المزيف، لتنتهي الخطة بتوجيهات مثل: "لا تنسي تصرفي كما لو كنت عذراء" أو "الآن جاء دورك أنت". قام بتصنيع هذا المنتج شركة متخصصة في صناعة الألعاب الجنسية "sex-toy"، تسمى شركة جيجيمودو اليابانية، وكما هو متعارف عليه فسرعان ما قامت الصين بطرح نماذج مقلدة من المنتج الياباني، خاصة مع كونها واحدة من أكثر دول العالم إجراء لعمليات ترقيع الغشاء، ويشير تقرير لوكالة أنباء "ذي برس" السورية أن غشاء البكارة الصيني يباع في العاصمة السورية دمشق مقابل 15 دولارا. وتصرح الشركة بأن منتجها مخصص لبعض الثقافات التي ما زالت تصر على أهمية الغشاء لأسباب دينية وثقافية، وهذا ما يدفع الفتيات للقيام بعمليات ترقيع للغشاء، علما بأنها مؤلمة ومكلفة. آثار صحية.. مؤلمة رصدت عدد من الصحف الآسيوية مجموعة من القصص الفردية التي عانت من عواقب استخدام هذا الغشاء. ففي صحيفة "تايمز كوميرشال دايلي" تقول السيدة ليو إنها قامت باستخدام الغشاء الصناعي يوم زفافها، وبعد أن فض الغشاء نزل سائل أحمر ذو رائحة نفاذة وغريبة، وفي اليوم التالي لاحظت وجود انتفاخ في المهبل وألم أثناء التبول، وبسبب تخوفاتها من أن يكتشف زوجها ما حدث تجاهلت الأعراض، وبعد عام من الزواج لم يحدث حمل، فقررت زيارة الطبيب حيث أكد لها عن إصابتها بعدوى بكتيرية شديدة تسببت بالتهابات في الرحم والمبايض. ونشرت صحيفة أخبار شرق آسيا للاقتصاد والسياسة "East Asian Economic & Trade News" عن تجربة السيدة "سان" التي طلبت من صديقتها إحضار مثل هذا الغشاء قبل زواجها، وبعد أن تم الزواج لاحظت أن المادة الحمراء الشبيهة بالدم لها رائحة كريهة جدا، وبعدها عانت السيدة سان من ألم شديد أثناء التبول، وهو ما شخصه الطبيب بأنه التهاب في القناة البولية. وفي ذات الصحيفة تذكر السيدة زانج تجربتها، حيث إنها أرادت أن تخفي على زوجها حقيقة عدم عذريتها، وذلك لاشتراطه الزواج بفتاة لم يسبق لها الخوض في علاقة غير شرعية، ولتضمن هي أن يكتمل الزواج، قامت بشراء الغشاء الصناعي، وفي يوم الزواج قامت بتركيبه، وبينما كانت تمشي بحرص لتصعد على السرير انفلت الغشاء ووقع وانقطع، وشعر حينها الزوج بالخيانة وطلقها في اليوم الثاني. الصيادلة يعترضون وأكد د.محمود عبد المقصود أمين عام نقابة الصيادلة المصرية في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" أن "غشاء البكارة الصيني المزمع طرحه في الأسواق المصرية بعد تداوله بقوة في الأسواق العربية، سيدخل مصر بشكل سري عبر طرق غير مشروعة، وعلى رأسها التهريب". وأضاف عبد المقصود أن هذا المنتج لن يباع في الصيدليات أبدا، فلن تعطي النقابة ولا وزارة الصحة أمرًا بتداوله؛ لأنها أصلا لن تسجله كمنتج طبي معترف به، والسبب في ذلك العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع المصري، والتي سترفض تداول مثل هذا المنتج مما سيفتح أمامه التداول غير المشروع، خاصة أن له زبائنه وسوقه، في عيادات الأطباء الذين يعملون في ترقيع غشاء البكارة جراحيًّا. وحول حقيقة هذا المنتج وهل هو سلعة صينية عادية كالسجاجيد والسبح، أم أنه تحريض لمجتمع البنات على الانفلات، بتسهيل طرق التخفي؟ يؤكد د.علي ليلة -أستاذ النظرية الاجتماعية بآداب عين شمس والخبير الاجتماعي- قائلا: "إن هذا المنتج تجاري من الناحية الأولى، فالصين لا تصنع سجاجيد الصلاة حبا في الإسلام، لكن في البيع والتربح، وهذا المنتج الأخير إنما هو بضاعة مزجاة لا قيمة لها، إذا وجد ضعفا ثقافيا مجتمعيا، وانهيارا للقيم والأخلاق فسيشق طريقه في السوق، ويصبح بضاعة رائجة، وإن كنت لا أتوقع ذلك".