تكونت البنية الديموغرافية لمدينة القصر الكبير من الانصهار الذي حدث على مر العصور بين العديد من الأعراق و القوميات ذات الأصول المختلفة والتي انصهرت و عاشت في تآلف تاريخي لتشكل ما يسمى بمجتمع القصر الكبير. و يعتبر الكثاميون و هم السكان الأصليون للمنطقة أول من استوطن المدينة و التي اشتهرت منذ نشأتها "كسوق للتجارة" بين القبائل القريبة وقد حدث انصهار بين الكثاميين وبين العرب الوافدين من بلاد المشرق زمن الفتوحات الإسلامية... خاصة في عهد الموحدين حيت أنزل بها السلطان يعقوب المنصور قبيلتين عربيتين هما قبيلة "رياح" وقبيلة "جشم" التي ينحدر منها خلط المدينة و أحوازها. ثم حدث انصهار آخر مع الأندلسيين الذين تقاطروا على المدينة عبر مراحل كان أولها في عهد الموحدين حيث شرعت الوفود الأندلسية في التقاطر على المدينة و كان معظمهم من العلماء و رجال الدين و المتصوفين....و كان ثانيها في عهد المرينيين عندما تسلم "آل شقيلولة" حكم المدينة سنة 686 هجرية حيث جلبوا معهم حاشيتهم و أتباعهم... و عمروا المدينة أما الثالثة فقد كانت في عهد الوطاسيين عندما احكم المسيحيون الأسبان سيطرتهم على الأندلس سنة 897 هجرية ..و قاموا بطرد المسلمين ثم اليهود من بعدهم حيث توافدت أعداد كبيرة منهم على المدينة و استقروا بها ... و صارت البنية الديموغرافية للمدينة أكثر تنوعا عندما تم بسط الحماية الاسبانية على المدينة حيث توافدت كتائب الجيش الاسباني جالبة معها الأسر و العائلات المسيحية و عددا مهما من الأطر و الاداريين الاسبان. فكانت المدينة نموذجا لتعايش الديانات و الأجناس العرقية من يهود و نصارى و مسلمين و ما الكنيسة الكاثوليكية و المعبد اليهودي و مساجد المدينة وزواياها الا دليل على ذلك و تشير الإحصائيات التي أجرتها سلطات الحماية سنة 1931 إلى أن عدد سكان المدينة آنداك قد بلغ 29870 نسمة شكل المسلمون منهم ما يقدر ب % 86 . في حين شكل المسيحيون % 7 . و اليهود % 6 من مجموع السكان و قد عرفت هده النسب تغيرات جذرية بسبب الظروف الدولية الجديدة حيث تضاءل عدد اليهود بسبب الهجرة نحو إسرائيل في حين تزايد عدد المسيحيين الدين كانوا يعززون نفوذهم بالمدينة وذلك ما توضحه الإحصاءات الرسمية التي أجرتها سلطات الحماية سنة 1949 م حيث ارتفعت نسبة المسيحيين لتشكل % 12 من مجموع السكان .في حين تراجعت نسبة اليهود بالمدينة مشكلة أقل من % 4 من مجموع السكان الذي بلغ حسب الإحصاء 37490 نسمة *مراجع التوثيق: بحوث الأستاذ الباحث محمد أخريف شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com