استكشاف أسرار المطمورة بعد ثمانية أشهر من الإحباط عاد الفريق مجددا لاستئناف عمليات البحث حاملا معه مخططات جديدة و أفكار أكتر جرأة ... فشرع بداية في توسيع الثغر الموجود أعلى المطمورة ثم شرع في سحب المياه.... فكانت المفاجأة أن المطمورة كانت أكبر حجما و هي تتفرع ذات اليمين و ذات اليسار. قرر فريق العمل الحفر بجانب المطمورة و تطلب دلك إدخال جرافة إلى المسجد لكن دلك كان مستحيلا نظرا لعدم وجود أي منفذ يسمح بدخول الجرافة ... فكر الفريق في هدم جزء من جدران المسجد ..إلا أن رئيس المدينة شدد على عدم المساس بالمعمار التاريخي للمسجد الأعظم. فعمد الفريق إلى حفر ممر تحت الأقواس الجنوبية للمسجد لكي تتمكن الجرافة من الدخول إلى باحة المسجد و أتناء الحفر ظهرت مفاجأة أخرى ... حيث اكتشف الفريق وجود بئر على مسافة قريبة من المطمورة .مبني بالجير و الياجور عمقه حوالي خمسة أمتار و مساحته حوالي 85 سم طولا و 60 سم عرضا . وهو مملوء بالتراب. وفي السابع والعشرين من أغسطس 1987 نزل فريق العمل لأول مرة إلى داخل المطمورة بعد أن قامت الجرافة بهدم جزء منها و تم التأكد من أبعاد المطمورة التي كانت تتألف من أربع مقصورات و كانت ممتلئة بالوحل . الشيء الذي عرقل عملية الاستكشاف....تطلب دلك استدعاء شركة خاصة بالضخ و التطهير 38ام.جي.اف ...فبدأت بسحب الركام. قضت الشركة حوالي أربعة أيام تمكنت خلالها من سحب كمية هائلة من الركام ثم انسحبت بعد أن وصلت إلى مواد صلبة تاركة وراءها نصف المبنى المكتشف مملوءا بالمواد الصلبة..كلفت هده العملية وحدها ما يقرب من عشرين مليونا لكنها بددت المخاوف و الشكوك بظهور المبنى بأكمله حيت ظهرت الأقبية و مجموعة من الأقواس و الأعمدة. كان الفريق يدرك أن المطمورة كانت أعمق من دلك و أن المواد الصلبة مازالت تغطي م يقرب من المترين و النصف من المبنى، توقف العمل لمدة خمسة عشر شهرا ثم استأنف من جديد حيت بدأت أعمال استخراج الأتربة و المواد الصلبة، كان المحللون مندهشون لوجود كمية كبيرة من الأواني الفخارية المختلفة الأنواع و الأحجام. بعد ثلاثة أشهر من العمل الشاق تمكن العمال من كشف قعر المبنى تم نزل إليه من الخبراء و عدد من المسؤولين المحليين و بدأو باستكشاف الموقع.. الغريب في الأمر أن المبنى لم يكن يحتوي على أي بوابة أو منفذ في حين تم العثور على قادوس قطره 15سم في الجهة الجنوبية و هو محاط بنوع قاس من الرصاص. عمل الفريق على استدعاء اللجنة الوطنية الفرنسة المتخصصة في دراسة الآثار و بعد دراسة تحليلية أكد رئيس اللجنة ريني ريبوفاط أن المطمورة ليست بناء رومانيا و انما هي بناء إسلامي. المعطيات العامة للمطمورة تتكون المطمورة من أربع مقصورات مشكلة من أقبية تحملها الأقواس مدعومة بالأعمدة مساحتها العامة 67 مترا مربعا و هي ملبسة بملاط من الرمل و الجير دو اللون البر ثقالي . يوجد في قعر المطمورة قادوس متجه نحو الجنوب حوله ملاط من الرصاص شديد الالتصاق بالجدران التي تتكون من الجير و الياجور. تحتوي أرضية المطمورة على أربع فتحات و هي ثغور مربعة الشكل .اثنان منها في الوسط اثنان على الجوانب و هي مغطاة إما بالياجور و إما بالحجر المسطح كما يحتوي أعلى القبو على ثغر خامس في الجهة الغربية اكتشف المحللون أنه ليس أصليا بل تم حفره في وقت لاحق من بناء المطمورة .كما تحتوي الجهة الشرقية من المطمورة على قادوسين من الفخار على شكل كوع ..اكتشف الخبراء أن احدها ليس أصليا هو الآخر. توجد المطمورة على عمق مترين من صحن الجامع و يبلغ ارتفاعه حوالي خمسة أمتار و هي بدلك تغوص سبعة أمتار تحت مستوى سطح الأرض.