مدينة القصر الكبير مدينة عريقة، تستمد حضورها من عبق التاريخ المجيد لهذه المدينة، تستمد قدسيتها من تضحية أبنائها الأشاوس في معركة وادي المخازن، التي أوقفت الزحف الصليبي نحو الجناح الغربي للعالم الإسلامي، وأقبرت طموح وغرور قائد الحملة الصليبية، سيباستيان ملك البرتغال، مدينة القصر الكبير تستمد قوتها من مساهمتها الكبيرة في تحقيق الأمن الغذائي للوطن،كما تستمد أفضليتها من إنتاجها الفكري المتميز، وتستمد كذلك تفوقها من عبقرية كثير من أبنائها في مختلف ميادين العلم والمعرفة والطب والسياسة، بكل المقاييس والمعايير والمؤشرات تستحق أن تكون عمالة، إلا أن إرادة خفية تقصيها خارج هامش الاهتمام، بل تحاصرها بحواجز التهميش، كم من قرى أصبحت عمالات،ومداشر تحولت مدنا، وجميع الحواضر تنمو وتتطور، إلا القصر الكبير وكأنه أجبر على السير في الاتجاه المعاكس للتنمية، فمنذ السبعينات والمجالس البلدية المتعاقبة تطالب بإحداث منطقة صناعية، توفر الشغل لأحفاد أبطال معركة وادي المخازن،والعيش الكريم لأبناء أول مدينة في المغرب لازالت آهلة بالسكان، ولا مجيب ولا مستجيب، حتى تحول الطلب إلى عبث، وأصبح الحلم كابوسا، إلى كل من يهمه الأمر نخبره بصوت قوي ، يغطي جغرافية الوطن،السياسية والاجتماعية، "إن مدينة القصر الكبير مؤهلة، وكانت مؤهلة منذ عشرات السنين أن تكون عمالة بامتياز" وقد جاء الوقت المناسب ليرفع عنها هذا الحصار والتهميش.