مع الساعات الأولى لصباح الإثنين، بدأ العشرات من المواطنين بمدينة القصر الكبير التقاطر على وسط المدينة لمعاينة حجم الدمار الذي لحقها بعد مساء الأحد الملتهب. حالة من الإستنكار الشديد للتخريب الذي لحق بعض المرافق تسود، مصحوبة بالحمد لكون أحداث الشغب بمدينة القصر الكبير لم تصل إلى المدى الذي بلغته مدينة العرائش التي يمكن تصنيفها مدينة منكوبة حسب ما عاينه موقع بوابة القصر الكبير الإخبارية. أعمال التخريب بدأت في مدينة القصر الكبير قرابة الساعة الخامسة مساء، مدفوعة بالأخبار الواردة من العرائش والتي شجعت مجموعات المنفلتين على محاولة تكرار نفس السيناريو، وبالفراغ الأمني الذي خلفه انتقال أغلب القوات الأمنية المرابطة بالمدينة إلى الجارة العرائش. وحاول العشرات من الشبان والمراهقين اقتحام مقر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالقصر الكبير وقاموا بالإعتداء بالحجارة على بعض حراسه، لتنتقل الفوضى بعد ذلك إلى كل وسط المدينة حيث تم رشق عدد من المنازل والمقاهي بالحجارة، وجرت محاولات لنهب محلات تحويل الأموال بساحة المنار، قبل أن ينجح المشاغبون في اقتحام وكالة التجاري وفا بنك المقابلة لنظارة الأوقاف وسط المدينة التي جرى نهبها وتدمير شباك الصرف المجاور لها. حالة الفلتان استمرت مع المجموعات التي واصلت التجول في المدينة والتحرش بالمواطنين واصحاب المحال التجارية وسيارات الخواص وهاجمت بالحجارة أحد القطارات العابرة، ووصل التفلت الأمني إلى حد مهاجمة الكوميساريا بطريق العرائش. اللافت في أحداث القصر الكبير مساء الأحد 20 فبراير، هو استلهام المواطنين للتجربة التونسية والمصرية لمعالجة الفراغ الأمني، فقد شكل المواطنون والتجار لجانا شعبية مسلحة بما توفر من عصي، وظيفتها حفظ الأمن وحماية الممتلكات والمتاجر بالمناطق التجارية الحساسة التي حاول المخربون استهدافها، مثل قيسارية الذهب وسوق سبتة وقيسارية لالة العليا وسوق الحنا، الأمر الذي اثبت نجاعته بشكل كبير وساهم في تجنيب القصر الكبير الكارثة، خصوصا وأن المدينة تعرف تركيزا كبيرا للأنشطة التجارية والإدارية في منطقة واحدة. أعمال الشغب بالقصر الكبير استمرت إلى حدود التاسعة ليلا بعد انتشار قوات التدخل السريع. وحسب مصدر أمني، تم اعتقال عدد يقارب العشرين من مثيري الشغب تتراوح أعمار أغلبهم بين 14 و17 سنة، بينما يتوقع أن يتم توقيف عدد آخر تم التقطت له صور وهم يقتحمون وكالات بنكية.