طالبت فعاليات رياضية وناشطون مغاربة على موقع فيسبوك بإقالة الاتحاد المغربي لألعاب القوى وتعيين العداء الأسطورة السابق سعيد عويطة رئيساً للاتحاد، على خلفية فضيحة المنشطات التي تسببت في إيقاف عدد من العدائين المغاربة، وعقب النتائج المخيبة للآمال التي حققتها ألعاب القوى الوطنية في أولمبياد لندن، حيث لم يحصد المغرب سوى على برونزية يتيمة. وطالب الكثيرون بأن يُسيَّر الاتحاد المغربي لألعاب القوى من طرف من يمتلكون تجربة في هذا التخصص الرياضي بدلاً من إيلاء المسؤولية لأشخاص نجحوا في إدارة الأعمال لكن لا علاقة لهم تماماً بأم الألعاب، الشيء الذي يُعرّض هذه الرياضة للنكسات بعد أن أنجبت البلاد نجوماً عالميين من قبيل عويطة والكروج وبيدوان. وفتح ناشطون صفحات "فيسبوكية" حملت شعار "جميعاً من أجل سعيد عويطة رئيساً للاتحاد المغربي لألعاب القوى"، معتبرين أن الأجدر أن يتم تكريم هذا البطل الذي رفع علم المغرب عالياً بتكليفه بتسيير اتحاد ألعاب القوى كونه ابن الميدان. وأعرب محمد عشيق، أحد الناشطين المطالبين بعويطة ل"العربية.نت"، عن استغرابه من التفريط في قامة رياضية عالمية مثل عويطة تتهافت عليه العديد من الدول من أجل أن يشرف على عدائيها. وتابع الناشط أن اسم عويطة تم تخليده في محطة لمترو الأنفاق في لندن، لكنه في بلده يُحارب بالضرب من تحت الحزام، حسب قوله. وذكر أنه منذ شهور بعض الجهات وضعت العصي في طريق عويطة الذي كان من المفترض أن يتولى الإدارة التقنية داخل الاتحاد المغربي لألعاب القوى، فانتهى به المطاف إلى الابتعاد والعودة محللاً فنياً لإحدى القنوات الفضائية الرياضية. وكان عويطة قد عبَّر في تصريحات سابقة عن أنه مُستعد لتحمل المسؤولية ورئاسة الاتحاد المغربي لألعاب القوى، وشن حملة تطهير داخل أجهزة الاتحاد لمظاهر الفساد والاختلال، مشيراً إلى أنه ليست الطاقات والكفاءات ما ينقص المغرب بل الاستقامة والجدية في العمل. وقال عبدالمنعم الجواني، المتخصص المغربي في علم الرياضة في جامعة ماينز بألمانيا، إن مطالب تعيين عويطة على رأس اتحاد ألعاب القوى أمر أفرزته النتائج الهزيلة جداً للمغرب في أولمبياد لندن، علاوة على الفضائح المدوية لتعاطي مجموعة من العدائين للمنشطات. وأبدى الجواني في حديثه إلى "العربية.نت" استياءه من تعاطي المنشطات في رياضة كانت إلى وقت قريب تحتفظ للعدائين المغاربة بصور مشرقة من أداءٍ رياضي متميز في مسافات جري مختلفة على الصعيد العالمي، أمثال نوال المتوكل أول عربية مسلمة حصلت على الميدالية الذهبية في مسافة 400 متر موانع، أو هشام الكروج الذي مازال رقمه القياسي في مسافة 1500 م قائماً لحد الآن، أو العداء الأسطورة سعيد عويطة. واعتبر أنه كان طبيعياً أن تتعالى أصوات المغاربة على صفحات "فيسبوك" ومواقع أخرى تنادي بتسلُّم العداء الأسطورة لرئاسة اتحاد ألعاب القوى، بدلاً من الرئيس الحالي الذي لم يثبت جدارته لتسيير الاتحاد، خاصة أن هذا الأخير لا علاقة له البتّة بالميدان الرياضي. وأعرب الجواني عن تأييده الشخصي لعويطة ليتبوأ هذا المنصب، خاصة أن له باعاً طويلاً من حيث التجارب العالمية كعداء حطم 6 أرقام قياسية في المسافات المتوسطة إلى الطويلة، وأيضاً كمدرب وطني ناجح مع المنتخب الأسترالي لسنوات.