«الأولوية الآن هي التأهل إلى ربع النهائي، لكن طموحنا هو إحراز اللقب ولم يتغير ذلك حتى الآن». هكذا تحدث غيريتس إيريك في ختام اللقاء الإعلامي الذي عقده صباح أمس الخميس بالعاصمة ليبروفيل، قبل يوم من المواجهة الحاسمة أمام المنتخب الغابوني في ثاني لقاء عن المجموعة الثالثة. يحمل تصريح المدرب البلجيكي الكثير من التفاؤل، وكأنه لم يشاهد المباراة ضد تونس، وما ترتب عنها من هزيمة قاسية هزت أركان المنتخب المغربي من الداخل، ومعه ملايين المغاربة الذين كانوا ينتظرون مستوى أفضل من الأسود الأطلسية. صحيح، أن أي مدرب في العالم لا يمكنه أن يقر بهزيمة فريقه قبل خوض أي مقابلة، حتى ولو كان سيواجه البارصا أو الريال، لكن مواصلة بيع الوهم، هو ما لا يقبل، كما لم يعد ينطلي على أحد. فقبل انطلاق المونديال الإفريقي قدم ثاني أغلى مدرب في العالم على مستوى المنتخبات صورة غير حقيقية عن مجموعته، ووعد بتحقيق الكثير من الإنجازات، التي تبخرت مباشرة بعد نهاية صفارة الحكم الجنوب الإفريقي دنيال بنييت، معلنا عن هزيمة مدوية للمنتخب المغربي أمام نسور قرطاج الذين عرفوا كيف يتعاملون مع مجريات المباراة، وحققوا الفوز بأقل جهد ممكن. من المؤكد أن كل مكونات الفريق الوطني، تعي تماما أن مباراة اليوم أمام الغابون تشكل الفرصة الأخيرة، لأن حصد الهزيمة الثانية تعني حزم الحقائب والعودة إلى المغرب بالنسبة للاعبين الأربعة المنتمين للأندية المغربية (حارسان ومدافعان)، في حين تشد الأغلبية الساحقة الرحال نحو الأندية الأوروبية، إما للعب أو البقاء كالعادة بكرسي الاحتياط. ولعل ما يصعب من مهمة العناصر الوطنية خلال مواجهة الغابون، هو كون المنتخب المضيف الذي يلعب داخل ملعبه وأمام جمهوره، يتمتع بمعنويات مرتفعة بعد فوز بين في أول لقاء على حساب النيجر، كما سبق له تأكيد التفوق ذهابا وإيابا على حساب نظيره المغربي خلال تصفيات دورة أنغولا سنة 2010، كلها معطيات تؤكد أن غيريتس الذي لا زال يتحدث عن الفوز باللقب، سيكون أمام مهمة صعبة للغاية، يزيد من جسامتها المعنويات المهزوزة للعناصر الوطنية التي صدمت مرة أخرى بواقع إفريقي، لم تخرج منه سالمة خلال دورة 2008 بغانا، حيث غادرت الدور الأول بعد فوز على حساب نامبيا، وهزيمتين أمام كل من غينيا وغانا. المطلوب من الفريق الوطني المغربي خلال لقاء الفرصة الأخيرة الاعتماد على اللعب الهجومي، حتى يتمكن من التسجيل، إذا كان يريد بالفعل الحفاظ على حظوظه في التأهل للدور الثاني، والانفتاح على الهجوم يعتبر الحل الوحيد الذي يسمح له بذلك، إلا أن تطبيق خطة هجومية دون الاحتراس على مستوى الدفاع، يمكن أن يترك فراغات قد تسهل من مهمة أصدقاء المهاجم مولنغوي، وهو سلاح ذو حدين، كما يعرف عند تقنيي الكرة المستديرة... وانطلاقا من أمنيتنا الصادقة في رؤية الفريق الوطني يتألق بهذه التظاهرة الإفريقية، رغم كل الإحباطات والعوامل غير المشجعة، فإننا نجد أنفسنا مجبرين مؤقتا على مسايرة المدرب غيريتس في معتقداته وتصوراته الواقعية أو غير القابلة للتحقيق، على أمل أن نرى أسود الأطلس قادرين على رفع التحدي بهذا المحفل القاري، الذي كان شاهدا وللأسف على الكثير من إخفاقاتنا الكروية...