فرديات لاعبي المنتخب المغربي لم تنفع أمام حماس الجزائريين لم ترق مباراة الديربي بين المنتخبين الجزائري والمغربي إلى مستوى التطلعات، حيث غابت عنها الفرجة التي يجب أن تتوفر في لقاء من هذا الحجم، إذ طبع عليها التواضع في الأداء من الجانبين، خاصة وأن المنتخب الجزائري كان مطالبا بتحقيق الفوز للخروج من الوضعية التي يوجد فيها في أسفل الترتيب نظرا للضغط الرهيب الذي تعرض له طيلة المدة التي سبقت اللقاء. بالمقابل كانت العناصر الوطنية تمني النفس بالعودة بنتيجة إيجابية من عنابة لتأكيد تصدرها للترتيب، لكن المنتخب الجزائري اغتال أحلام كتيبة المدرب إيريك غيريتس منذ انطلاق المباراة بعد إعلان الحكم الموريسي أبساد سيشوم، عن ضربة جزاء نجح قائد منتخب الخضر في ترجمتها لهدف السبق، مما أربك لاعبي المنتخب المغربي الذين لم يظهروا بمستواهم المعروف، حيث بدا تفكك بين الخطوط الثلاثة وذلك في غياب صانع ألعاب حقيقي يمكنه الربط بين خطي الوسط والهجوم، كما أن الفرديات التي تتمتع بها العناصر الوطنية لم تنفع أمام اندفاع وإرادة اللاعبين الجزائريين في الحفاظ على هدف السبق. ومما زاد من تعقيد مهمة أسود الأطلس في فك شفرة الدفاع الجزائري هو تواجد مروان الشماخ معزولا في الهجوم حيث طبقت عليه حراسة مشددة من طرف المدافع المهدي مصطفى، في غياب المساندة التامة للعناصر الوطنية. لكن خلال الجولة الثانية تحسن مردود المنتخب المغربي خلافا للجولة الأولى، كما انتعش خط الهجوم بعد دخول مهاجم نادي كان الفرنسي يوسف العربي الذي كاد أن يمنح للفريق الوطني هدف التعادل. وعرفت المباراة صراعا وسط الميدان كانت الغلبة فيه للعناصر الجزائرية التي عرفت كيف تحافظ على امتلاكها للكرة بفضل لعبها القوي وحماس لاعبيها في تحقيق الفوز، فيما غابت الفعالية بالنسبة لبعض لاعبينا الذين سقطوا في المراوغات الزائدة والتمريرات الخاطئة وكثرة الاحتجاج على حكم المباراة. عموما، افتقد المنتخب المغربي إلى اللعب الجماعي واللمسات الفنية المتميزة وصناعة اللعب الحقيقية وخلق الفرص الفعلية، ويبدو أن المدرب غيريتس لا يملك البدائل الجاهزة، لذلك دخل في حسابات تكتيكية قد لا تخدم الفريق الوطني خلال المباريات القادمة. تبقى الإشارة إلى أن أداء الحكم أبساد سيشوم أثار العديد من علامات الاستفهام بعدما ساهم في الحد من خطورة الهجمات المغربية بإعلانه عن ضربات أخطاء غير مفهومة لصالح الجزائريين في مقابل تغاضيه عن أخطاء واضحة لفائدة النخبة الوطنية. ورغم هزيمة المنتخب المغربي أول أمس الأحد، تبقى حظوظه في انتزاع بطاقة التأهل وافرة، خصوصا وأنه سيخوض مقابلتين في ميدانه أمام كل من الجزائر و تانزانيا، فيما سيلعب مباراة واحدة خارج القواعد في بانغي أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى.