"الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34        البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم (الدورة 11): "ديربي صامت" بدون حضور الجماهير بين الرجاء والوداد!    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البوصيري : أنا هو بودريقة وبودريقة هو البوصيري !!
نشر في كوورة بريس يوم 18 - 02 - 2015

لم يثر مسير في فريق الرجاء لكرة القدم الجدل مثلما أثاره رشيد البوصيري. فعلى امتداد سنوات طويلة ظل البوصيري دائما في قلب الحدث، سواء عندما يكون عضوا في المكتب المسير أو حتى وهو خارجه، لذلك يقول البوصيري رجل الكواليس بامتياز في الفريق «الأخضر» ل»المساء»: « أنا دائما موجود. ودائما أتحمل مسؤولياتي، سواء كمسؤول أو كمحب للفريق أو منخرط». لايتردد البوصيري في التأكيد أن الرجاء «بحر عميق»، بل إنه في رده على الاتهامات التي تطارده، يذهب بعيدا ويقول:» إنني منذ 26 عاما وأنا في الفريق، لو كنت أقوم بأشياء منافية للقانون لكنت أرغمت على مغادرته منذ سنوات، فهناك كثيرون يريدون النيل مني، ولو كان هناك مايدينني فإنهم كانوا سيضعون أيديهم عليه، لكن ليس لدي ما أخاف منه، ولذلك أنا مستمر مع الفريق»، بيد أن البوصيري الذي يقول إنه لايلقي بالا لشتائم المحبين، لأنها نابعة من حبهم للفريق حسب قوله، لا يتردد في التأكيد أنه عندما يجد نفسه مستهدفا من طرف مسؤول ما فإنه يلجأ للقضاء.
في هذا الحوار يتحدث البوصيري عن علاقته برئيس الرجاء محمد بودريقة، وكيف آمن بمشروعه قبل أن يصبح رئيسا للفريق، كما يروي كيف أصبح الأخير رئيسا للرجاء، وعن أولى الكلمات التي قالها لها بعد أن علم بأنه ينوي الترشح للرئاسة. ويعترف أن بودريقة رئيس طموح، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أنه مندفع، بيد أن البوصيري يربط هذا الاندفاع بطموح الشباب ورغبة بودريقة في تحقيق كل شيء للرجاء، لذلك، قد لايكون غريبا أن يأتي بودريقة بعد أيام ويقول إن الرجاء يجب أن تكون له طائرة خاصة، على حد قول البوصيري.
عندما توجه الاتهامات للبوصيري بأنه هو الرئيس الفعلي للرجاء وليس بودريقة فإنه يرد بالقول:» هؤلاء الذين يرددون هذه الاتهامات يريدون التنقيص من بودريقة، علما أنه مسؤول عن هولدينع يضم شركات عدة، فكيف لي أن أتحكم فيه»، لكن ذلك لايمنع البوصيري من القول:» الكثيرون يعرفون أن البوصيري هو بودريقة وبودريقة هو البوصيري».
حاوره: جمال اسطيفي
رشيد محاميد
- في الأسبوع الماضي ظهرت في الصورة التي التقطت لحارس المرمى خالد العسكري، أثناء تجديد عقده. ظهرت في الصورة إلى جانب رئيس الفريق، لكن قبل فترة كنت تواريت عن الأنظار، هل من تفسير لاختيارك تارة الظهور وتارة أخرى الغياب؟
على عكس ما قلت فأنا لم أغب عن الرجاء منذ التحقت بها سنة 1988. خلال هذه الفترة الطويلة لم أغب عن الفريق، وكنت دائما في «الواجهة». في هذه الفترة كنت دائما ضمن المكاتب المسيرة التي قادت الفريق، سواء مع محمد أوزال أو الرئيس الذي خلفه محمد عزو، ثم بعد ذلك في المكتب المسير الذي قاده عبد الله غلام، وبعده أحمد عمور. بعدها كنت توليت رئاسة فريق كرة السلة، ثم عدت بعدها لشغل عضوية المكتب المسير الذي كان قاده آنذاك مرة أخرى عبد الله غلام، وبالتالي لم أغب أبدا عن الواجهة طيلة هذه الفترة الماضية.
وفي الثلاث سنوات الأخيرة التي أصبح فيها محمد بودريقة رئيسا للفريق، كنت دائما متواجدا، لأن هناك مشروعا كبيرا جاء به رئيس الفريق، ونحن ماضون في تنزيله إلى أرض الواقع.
وإضافة إلى كل ما ذكرت فإنني لست من طينة الأشخاص الذين يغيبون عن الفريق حين لا يتحملون المسؤولية بالفريق. لن أقول إنني أنضم إلى صفوف المعارضة، لكن دعني أقول إنني كنت أستمر في تتبع شؤون الفريق، وحين كانت تقع أشياء أرى أنها تضر مصالح الفريق، فإنني أسعى إلى التنبيه إليها وأدعو إلى تصحيحها.
أنا دائما كنت موجودا. ودائما أتحمل مسؤولياتي، كمحب للفريق ومنخرط، وأيضا كمسؤول.
- قلت لنا قبل بداية الحوار إنك استفدت من تواجدك في الرجاء حب الناس ومقابلة الملك محمد السادس في مناسبتين، هل هناك أشياء خسرتها؟
حين جئت إلى الفريق كنت أملك سيارة مرسيدس500، أما اليوم فإنني أحمل علب دواء القلب وضغط الدم. لم أخسر شيئا لأنني أنا الذي اخترت الرجاء. لايهمني ما خسرته. من أجل الرجاء تناسيت عائلتي الصغيرة وتضررت أعمالي. لقد تضرر رشيد البوصيري، لكن ضميري مرتاح أنني لم ولن أضر الرجاء. كما أنني فخور بأنني فزت مع الفريق ب22 لقبا من أصل 25 لقبا.
- لكن في الفترة التي تحمل فيها حميد الصويري المسؤولية، كنت في المعارضة. ألم تفعل ذلك لأنه تم إبعادك عن موقع المسؤولية؟
لا أبدا، أنا لم أطلب أبدا أن أكون عضوا في المكاتب المسيرة المتعاقبة. لقد كنت أبدي دائما مواقفي، وأحيانا أخرى كنت أعلن آرائي لأقول «اللهم إن هذا لمنكر»، ومن ذلك مثلا حين تم تسريح أزيد من 20 لاعبا من الفريق أو حين تم التعاقد مع لاعبين دون مستوى الفريق...وفي كل ذلك لم أكن الوحيد الذي يفعل ذلك، بل هناك آخرون يشاطرونني الرأي.
هنا أتذكر أنه بعد العودة من كأس العالم للأندية، كانت هناك مؤامرة الهدف منها إبعادي. ففي أعقاب المشاركة الأولى للفريق في كأس العالم للأندية، تم عقد جمع عام استثنائي لإبعادي عن الفريق، وبعد أن حدث ذلك استمر الرئيس أحمد عمور في منصبه لعام آخر، قبل أن يرحل.
- يتم تقديمك بصفتك مستشارا للرئيس، وليس عضوا بالمكتب المسير، لماذا مستشار وليس عضوا بالمكتب المسير للفريق، رغم أنك أقدم عضو؟
في البداية كان اقترح علي محمد بودريقة أن أكون عضوا في المكتب المسير، لكن أنا من رفضت هذا المقترح. فعلت ذلك لأن من وجهة نظري يجب فسح المجال أمام جيل جديد من المسيرين الشباب. وهذه فرصة لأشكر كل المسيرين الذين قادوا الفريق، وخصوصا مؤسسي الفريق. هؤلاء الذين خلقوا لنا فريقا كبيرا، يجمعنا حوله. فريق لا نحبه فقط، لكنه الفريق الذي كما قال لي المدرب البوسني وحيد هاليلودزيتش «بالنسبة لكم الرجاء ليس فقط فريقا لكرة القدم، ولكنه «العقيدة» التي تجمعكم.
- لكن ألم يكن اختيارك أن تكون مستشارا، هروبا من المسؤولية. فبصفتك مستشارا أنت تساهم فعليا في تسيير الفريق، وتحرك الخيوط كما شئت، لكن دون أن تتحمل أية مسؤولية؟
هذا ليس صحيحا. وليس هناك ما يمكن إخفاؤه. فمن المعروف أن رشيد البوصيري هو محمد بودريقة وأن محمد بودريقة هو رشيد البوصيري. جميع محبي الرجاء يعرفون ذلك.
وفي المكتب المسير جميعهم يعرفون ما أقوم به لصالح الفريق. فقط أردت منح مكاني لشاب حتى يكتسب التجربة. ثم إنه معروف عني أنني لست الشخص الذي يتخوف من تحمل المسؤولية.
- طيب أعلنت استقالتك، ثم ظهرت من جديد وأنت تمارس مهامك بالفريق، الأمر الذي خلق لبسا لدى المتتبعين. ما الذي حدث بين الفترة التي أعلنت فيها استقالتك، ثم وأنت تظهر من جديد في الفريق؟
إنكم بهذا السؤال تدفعونني لأن أكشف سرا، لكن قبل ذلك يجب أن أوضح أنني لست عضوا بالمكتب المسير حتى أقدم استقالتي. الذي وقع هو أن الفريق كان يمر بأزمة خطيرة في بداية الموسم. لقد كانت هناك مؤامرة سعى واضعوها –سامحهم الله- لإثارة الفتنة بالفريق. أنتم تعرفون أن الفرق التي تتهيأ بشكل جيد هي نفسها التي تواجه صعوبات في بداية الموسم. المهم أنه في تلك الفترة لم يحقق الفريق النتائج المتوقعة، رغم أن الفريق كان انتدب أفضل اللاعبين وتم الإعداد للموسم الجاري في شروط احترافية بإسبانيا وبالمغرب. وفي تلك الظرفية استغل هؤلاء المتآمرون هاته الظرفية وشرعوا في الترويج للعديد من الإشاعات، بل تتوفر لدينا معطيات أنهم كانوا يتحركون في كل اتجاه للتشويش على الفريق. في ذلك الوقت وبعد نهاية المباراة التي خسرها الفريق ضد حسنية أكادير، انتبهنا إلى أن الضغوط باتت كبيرة على لاعبي الفريق. ورغم أن الفريق كان قرر أن يقيم تجمعا تدريبيا بمدينة أكادير، إلا أنه كان لابد من تخليص اللاعبين من الضغط الكبير الذي كان عليهم، ومن ثمة لم أجد أفضل من أن أعلن عن استقالتي حتى أحول الأنظار عن لاعبي الفريق. وبالفعل نجحت حيلتي، وهكذا أصبح حديث الجميع يدور حول استقالة رشيد البوصيري، الأمر الذي ساهم في تخفيف الضغط على لاعبي الفريق.
- تحدثت عن متآمرين ضد الفريق، هل لك أن تذكرهم بالاسم؟
أظن أن محبي الفريق تعرفوا على هؤلاء الذي تآمروا على الفريق؟ ومنهم أولئك الذين أنشئوا مواقع إلكترونية خصيصا لهذا الغرض. إن بعض مالكي هاته المواقع كانوا مجرد سائقين، وبعضهم كان ترشح للرئاسة قبل ثلاث سنوات، دون أن ينجحوا في الظفر بها...وعلى أي سيأتي الوقت الذي سيتم كشف أسمائهم جميعا.
- هل هؤلاء المتآمرين كانوا يفعلون ذلك ضد الفريق أم ضد المكتب المسير، حتى يمكنهم تحمل المسؤولية فيما بعد؟
كان هدف هؤلاء هو شخص محمد بودريقة. وقد تمكنوا فعلا من ممارسة الضغط عليه. فهناك أناس تدخلوا في أموره الشخصية وفي حياته المهنية. وهو ما ولد ضغطا عليه. وهو ما كان دفعه إلى القول «في نهاية السنة سأرحل عن الفريق».
لقد ضغطوا كثيرا على بودريقة. وهو ما لم يتحمله وهو أمر طبيعي فلا يجب أن ننسى أن عمر الرئيس لا يتعدى 31 عاما، وهو بذلك رئيس شاب. لقد كان مؤسفا بالنسبة له أن يواجه اجتهاده وعمله ليل نهار من أجل مصلحة الفريق بالجحود وبالضغط عليه.
- لكن ألم يرتكب بودريقة أخطاء كانت تستوجب الانتقاد؟ فليس معقولا أن نتهم كل المنتقدين بالتآمر؟
مثل ماذا؟
- مثل انتدابات اللاعبين؟
(مقاطعا) شخصيا ساهمت في تسيير الفريق مع أربعة رؤساء. والتجربة بينت أن رؤساء الرجاء الذين منحوا المسؤولية للإدارة التقنية نجحوا في مهامهم. وفي المرات القليلة التي فشلت الإدارة التقنية في انتداب اللاعبين، كان يحدث ذلك بسبب أن الكل كان يساهم في انتدابهم، سواء محبي الفريق أو أعضاء المكتب المسير أو المنخرطين.
مع جميع الرؤساء الذين اشتغلت معهم كان من الضروري أن يوافق المدرب أولا على التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك، قبل التوقيع له. أما بخصوص المرحلة الحالية فإن جميع اللاعبين الذين انتدبهم الفريق، كانوا ضمن لائحة أعدها في وقت سابق امحمد فاخر. هنا أتحدث عن يوسف الكناوي وعبد الكبير الوادي، محمد علي بامعمر وجواد ايسن.
أما جميع الانتدابات التي أقدم عليها الفريق منذ تولي محمد بودريقة الرئاسة فكان يظهر فيها المدرب ورئيس الفريق واللاعب. لماذا؟ نحرص على ذلك حتى نؤكد أن اللاعب تعاقد معه الفريق بناء على رغبة المدرب.
- بخصوص هذا الموضوع، كيف يتم انتداب اللاعبين في الرجاء؟وما هو الدور الذي تلعبه كمستشار للرئيس؟
في العادة يعبر المدرب عن رغبته في التعاقد مع لاعب ما.يتحدث مع الرئيس في هذا الشأن. ومن ثمة يكون دوري. فأنا بحكم السنوات الطويلة التي أمضيتها في الرجاء، أملك شبكة علاقات واسعة، مع اللاعبين والمدربين ورؤساء الفرق والمسيرين. هنا تكمن مهمتي في استقدام اللاعب. وهنا تنتهي مهمتي، حيث يجلس الرئيس واللاعب ووكيل أعماله للتداول في تفاصيل عقد انضمامه إلى الفريق. وفي حال تم الاتفاق يحضر المدرب لحظة التقاط الصور أثناء توقيع العقد.
- لكن تم التعاقد مع لاعبين، ولم يظهر ورماو في الصورة لحظة التوقيع؟
حدث ذلك لأن روماو حين تعاقد مع الرجاء، كان الفريق أنهى تعاقداته. ولذلك لم يظهر المدرب. لقد حدث ذلك في حالة اللاعب النيجيري وفي حالة اللاعب الشاب سيلفر. هذا اللاعب الذي كان استقدمه الفريق ليحمل قميص الفريق في المستقبل، لكن تبين للمدرب أنه يمكنه الاعتماد عليه في الفترة الحالية، وهذا أمر جيد.
- هناك من يتهمك بأنك تقف وراء التعاقد مع مجموعة من اللاعبين، بم يمكن أن ترد على ذلك؟
هذا أمر واقع لقد بينت لك كيف يتم التعاقد مع لاعبي الفريق؟
- ما قصدناه أنك تفرض إشراك لاعبين مقربين منك أو أنك تتلقى عمولات مقابل التعاقد مع بعض اللاعبين؟
هناك لاعبون متعاقدون مع وكلاء أعمال يحلون محلهم أثناء التفاوض مع الفريق وهناك رئيس. ثم هناك عقد موقع بين الطرفين. فكيف لي أن أتلقى عمولات؟ هل تتضمن عقود انتقال اللاعبين ذلك؟ وهل هناك وكيل أعمال يتقاضى عمولة أكثر من التي يحددها القانون؟
إنني منذ 26 عاما وأنا في الفريق، لو كانت أقوم بأشياء منافية للقانون لكنت غادرت الفريق منذ سنوات، فهناك كثيرون يريدون النيل مني، ولو كان هناك ما يدينني فإنهم كانوا سيضعون أيديهم عليه، لكن ليس لدي مما أخاف، ولذلك أنا مستمر مع الفريق.
(مقاطعا) لكن محمد سايبوب، عضو المكتب المسير الأسبق اتهمك بذلك.
إنه ليس سايبوب وحده من يقول ذلك، لكن أنا لا تهمني الإشاعة لأن ضميري مرتاح. وبالمناسبة سأحكي لكم ما أعيشه كل أسبوع فعندما يخسر الفريق أتلقى مئات المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي تحمل شتائم لشخصي، لكن إذا حدث وفازت الرجاء في الأسبوع الموالي فإنني أتلقى تهانئ من أولئك الذين شتموني عندما خسر الفريق، ولذلك لا يهمني أن أشتم، ولكن حين يتهمني شخص مسؤول كمحمد سايبوب بتهم باطلة، ألجأ إلى القضاء لينصفني. علما أن سايبوب الذي قال ذلك كان 10 أيام قبل ذلك قد طلب مني أن أتوسط له لدى محمد بودريقة.
- على ذكر بودريقة، كيف بدأت العلاقة بينكما؟
هناك علاقة عائلية تجمعنا. فهو الصديق الحميم لابن أخي. كما أن عائلتينا كانت على معرفة مسبقة بحكم أن عائلتي تشتغل في بيع مواد البناء، في حين أن عائلته تشتغل في مجال العقار. أما في الرياضة فإنني أعرف أنه عندما كان طفلا كان قدم إلى الرجاء للعب في مدرسة الفريق، كما كان يتصل بالمكتب المسير لتقديم منح مالية للاعبين، وآنذاك لم يكن قد تحمل بعد المسؤولية بالفريق.
في ذلك اليوم الذي أذكره جيدا، كنا فقدنا لقب البطولة بعد خسارتنا أمام الجيش الملكي. وفي اليوم الموالي، أخبرني حارس المنزل أن محمد بودريقة ينتظرني في الأسفل رفقة ابن أخي، وأنهما يريدان مقابلتي.
أخبرني بودريقة أنه أمضى ليلة عصيبة وأنه لم يدخل إلى بيته، وأنه عندما كان يشاهد الجمهور في طريق العودة، كان هو يذرف الدموع...كان يقول لي ذلك، بينما بادر ابن أخي إلى القول:»إن السي محمد يريد الترشح لرئاسة الفريق».
- وماذا كان ردك حينها؟
قلت له، «واش أنت هبيل؟ واش تتعرف اشنو هي الرجاء؟ فأجابني:»أعرف ذلك وأنا مصر على أن أفعل ذلك.
كنت أريد أن أثنيه عن الاستمرار فيما يقوله. فقلت له:»إذا كنت تريد أن تصبح رئيسا للفريق فعليك أن تضع الآن على الطاولة 600 مليون سنتيم لأن الرجاء في حاجة إلى دعم مادي. حينها أجابني بودريقة:»راها كاينة». حينها قلت في سري:»ها احنا ولينا في فيلم هندي».
- ما الذي حدث بعد ذلك؟
قلت له يجب أن تمنحني بعض الوقت. وبعدها استفسرت عبد الله غلام إن كان يريد الاستمرار في رئاسة الفريق، فرد علي بالنفي. فعلت ذلك رغم أنه كان يقول إنه لن يعود أبدا إلى رئاسة الفريق. لكن الاحترام المتبادل بيننا كان يفرض علي أن أسأله إن كان تراجع عن قراره. قال لي غلام أنه لن يستمر كرئيس للفريق، لكن اقترح علي أن أسأل عبد السلام حنات. وحين سألت هذا الأخير، قال لي:» لا..لا..لا أريد ذلك». حدث ذلك بحضور محمد سايبوب، الذي كان حينها محامي محمد بودريقة.
قلت لغلام» السي عبد الله لقد التقيت أمس بمحمد بودريقة، وقد قال لي أنه يريد الترشح لرئاسة الفريق. حينها تدخل سايبوب قائلا:»لا..إنه مايزال صغير السن، وليست لديه كاريزما الرئيس. قبل أن يتابع:»أعرف أنهم سينقلون إليه هذا الكلام الذي قلته: فأجبته –يقول البوصيري- «نعم سأنقل إليه هذا الكلام.
وماذا قال غلام؟
قبل أن يتكلم قلت له:»المهم السي غلام إذا لم تكن ستترشح لرئاسة الفريق فإنه هو يريد ذلك. فأجابني:»إنه مغربي ولديه بطاقة التعريف الوطنية ومنخرط بالفريق..وليس لي أن أمنعه من ذلك..وبعدها «ناض تيصاوب الكتاب الأخضر (يضحك)...هذه هي قصة ترشح بودريقة لرئاسة الرجاء. التي لم أزد عليها ولم أنقص منها أي شئ.
- إذن فكرة الترشح جاءت من عنده، ولست أنت من اقترحت عليه ذلك؟
هو الذي فكر في الترشح. أما أنا فلم يخطر ببالي أبدا أن يتقدم بودريقة لرئاسة الفريق. كان من الممكن أن ينضم إلى المكتب المسير، لكن أن يترشح لرئاسة الفريق، فتلك الفكرة لم تخطر ببالي أبدا.
- ما الذي جعلك إذن تقتنع بمشروعه وتدعمه؟
أنا رأيت طموحه في مجال عمله. فمحمد بودريقة بدأ حياته المهنية في سن 16 عاما، ومع ذلك حقق نجاحا كبيرا. لقد بدأ حياته المهنية خطوة خطوة. ثم قرر إنجاز مشروع عقاري كبير لقد شيد مدينة في الخلاء. هذا المشروع تنبأ له العديد من المهنيين أن يكون نهاية بودريقة، لكونه وضع فيه كل ما يملك، لكن الأيام بينت أن بودريقة الشاب كان على صواب، وأن الآخرين الذين كانوا انتقدوه، كانوا على خطأ.
بودريقة لديه طموحات كبيرة. وتجربتي في الرجاء علمتني أن الرؤساء «موالين الشكارة» هم وحدهم القادرون على النجاح في الكرة المغربية. لنعد إلى الست سنوات الماضية، سنجد أن مروان بناني وبعده أبرون ثم محمد بودريقة، هؤلاء جميعا منحوا أموالهم للفرق.
هل يعقل أن يترأس موظف فريقا لكرة القدم؟ كم سيبلغ راتب هذا الموظف؟ 50 ألف درهم شهريا، لنفترض ذلك، ففي بعض الفرق يتقاضى اللاعب 100 ألف درهم شهريا؟ هل سيمكن لرئيس فريق أن يكون أجره أقل من أجور لاعبي الفريق؟
لا يفوتني أيضا أن أشير إلى أن الجمهور أيضا بات عاملا مساعدا، فهو يضخ في ميزانية الفريق مبلغا قد يصل إلى 100 مليون سنتيم كل 15 يوما، وهو رقم مالي جد مهم.
- لكن مقابل استفادة الفريق من السيولة المالية ل»مول الشكارة» فإن الرئيس أيضا يستفيد من ترويج اسمه؟
هذا أمر طبيعي.
هناك من يعتبرك الرئيس الفعلي للرجاء؟
الرئيس الفعلي للفريق هو محمد بودريقة. هناك من يقول ذلك عن قصد للنيل من الرئيس بودريقة.
- هذا لا يمنع من القول إن لك تأثيرا خاصا عليه؟
الرئيس محمد بودريقة مثله باقي الشخصيات الكبيرة في العالم. مثل هؤلاء جميعا لديهم مستشارون، وكذلك الأمر بالنسبة لبودريقة. ورئيس الرجاء الحالي ليس الوحيد الذي لديه مستشار، فالرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير الفريق جميعهم كان لديهم مستشارون، سواء من داخل المكاتب المسيرة أو من خارجها. ليس ضروريا ذكر الأسماء، لكنني يمكن أن أفعل ذلك إذا كان ضروريا ذكرهم. فلم يصبح الأمر عجيبا حين أكون أنا مستشار بودريقة؟
شخصيا أعتز بأن أكون كذلك، وأن يكون الرئيس الفعلي للفريق هو محمد بودريقة. ذلك لا يمنع من أننا نختلف أحيانا كثيرة، لكن الكلمة النهائية تكون له، وليس لي أن أرغمه على فعل عكس ذلك.
- هل تذكر لنا أمثلة عن قضايا كان فيها خلاف بينكما؟
اختلفنا في قضية الاتفاقية التي تم توقيعها مع الوداد. أنا كنت ضد فكرة التوقيع، بينما كان رأيه هو أنه يجب توقيع مثل هذه الاتفاقية.
كنت ضد الفكرة لأن التجربة بينت ذلك. فخلال العشرين سنة الماضية تم توقيع أربع اتفاقيات مماثلة، لكن في كل مرة كان الطرفان يلتقيان يتناولان العشاء، ثم كل مرة نتفق سنفعل ونفعل، ثم ينصرفان بالعناق، بينما يظل مضمون الاتفاقية حبرا على ورق، أو بالأحرى حتى الورق لا يتضمن أي اتفاق...في النهاية يستمر الحال على ما هو عليه:»أنت ودادي..وأنا رجاوي».
حدث ذلك مع المعطي بوعبيد والسملالي عن الرجاء وبوبكر جضاهيم ومكوار عن الوداد.
هذا ما قلته في الاجتماع، بل ذهبت إلى ذلك الاجتماع خصيصا لقول ذلك. وما قلته هو عين الصواب.
- لماذا كلامك هو عين الصواب؟
سأقدم لك مثالا، ففي الدول العظمى. في ألمانيا مثلا، كنت أتابع مباراة في كرة القدم فإذا بالمنشط التلفزيوني يتحدث عن الصراع الذي يدور بين فريق شالك وفريق منافس له( يقصد دورتموند). وقال الأخير إن الصراع بين الطرفين يمنع على الفريقين انتقال هذا اللاعب من هذا الفريق إلى ذلك، حتى ولو عرض مبلغا ماليا ضخما لضمه، وبالعكس فإنه يمكن السماح بانتقال اللاعب إلى فريق آخر، حتى ولو عرض مبلغا ماليا بسيطا. هذا يحدث في ألمانيا، فما بالك بالمغرب.
حلاوة الديربي بين الرجاء والوداد، هي أن يسود الاحترام المتبادل بين الطرفين وأن يجتهد كل طرف ليكون الأقوى...أما توقيع الاتفاقيات فلن يجدي شيئا، بل يساهم في زيادة التأويلات. تصور أنه عندما سيتم توقيع اتفاقيات مماثلة فإنه إذا انتهت المباراة بالتعادل، سيقول الجميع إنهما اتفقا على ذلك.
- (مقاطعا) لكن رئيس الوداد قال إن بودريقة هو المسؤول عن إفشال الاتفاقية الموقعة بين الطرفين؟
- وإذا سألت بودريقة سيقول لك إسأل الناصيري، ومعه حق. لأن الوداد هو الفريق الذي نظم أول ديربي وليس الرجاء. لقد نقض رئيس الوداد الاتفاق بأن تجاهل مضمونها فهو انتظر إلى الساعات الأخيرة ليهاتف الرئيس ويطلب منه، كم تريدون من تذكرة؟ هل هذا هو الاتفاق؟
كان المفروض أن تجتمع لجنة تمثل كل فريق قبل شهر من موعد الديربي للاتفاق على كافة الترتيبات، إلى غير ذلك من التفاصيل، بما فيها تحديد أثمنة تذاكر المباراة. هذا مثال بسيط عن مباراة الديربي لأنها الحدث الأول الذي كان، بعد توقيع الاتفاقية.
- لنعد إلى علاقتك برئيس الرجاء. هناك من يرى أنك سبب «تسميم» العلاقة بين رئيس الرجاء الحالي والرؤساء السابقين. كيف ترى ذلك؟
ومن قال إن العلاقة بين بودريقة وبين الرؤساء السابقين مسمومة؟! هناك مجموعة من الأشخاص يعرفهم «الرجاويون جيدا. هؤلاء من مصلحتهم أن يكون بودريقة على خلاف مع حميد الصويري، وأن يستمر أوزال في الخصام مع بودريقة، وأن لا تكون علاقة الأخير مع عبد الله غلام جيدة.
- (مقاطعا) لكن هؤلاء الرؤساء السابقون لم ينخرطوا بالفريق؟
هذه أمور شخصية تخصهم هم. ولست أنا من يمكنه التحدث بدلا منهم.
- في حفل تقديم كتاب «الأسطورة» حضر الرؤساء السابقون وحضر بودريقة، ولكن غاب البوصيري، ألا يرجح ذلك أنك تسمم علاقة بودريقة مع الرؤساء السابقين؟
منعني من الحضور أنني كنت مريضا. وسمير شوقي مؤلف الكتاب على علم بسبب تغيبي. وبمناسبة ذكر الحفل، من دعا الرؤساء السابقين لحضور الحفل؟ إنه محمد بودريقة الذي فعل ذلك.
في العام الماضي أيضا بعث لهم ببطائق مختلفة عن بطائق المنخرطين. أتحدث عن بطاقة «رئيس سابق»، وهي مبادرة غير مسبوقة سعى من خلالها إلى تشريفهم.
أما من جهتي فليس لي أي خلاف مع رؤساء الرجاء السابقين. بالعكس أكن احتراما كبيرا لعبد الله غلام ولأحمد عمور. هاذين الرجلين وضعوا في ثقتهما وكنت معهما الرجل الثاني في الفريق.
- وماذا عن محمد أوزال وحميد الصويري؟
هما أيضا أصدقائي. حتى محمد أوزال اشتغلت معه، لكن مع عبد الله غلام وأحمد عمور تعلمت الكثير من الأشياء. أيضا استفدت من تجربة عبد اللطيف العسكي. هذا الرجل أمضيت معه أزيد من 20 عاما على مثن الطائرة.
- في سياق حديثك عن التجارب التي استفدت منها. لا يعرف كثيرون، قصة التحاق رشيد البوصيري بالرجاء. كيف جئت إلى الفريق؟
في سنة 1988، كان يرأس الرجاء عبد القادر الرتناني. في ذلك الموسم بدا أن الفريق سيمكنه التتويج بلقب البطولة الأول في تاريخه، وقبل أن يحدث ذلك كانت تشكلت لجنة من داخل المكتب المسير، ضمنها محمد اوزال وحميد الصويري. أنذاك وبحكم أن عائلتي كانت على علم بعائلة الصويري فإنني انضممت إلى اللجنة. هو كان يعرف أنني «رجاوي» وكنت أنا أيضا أعرفه. إضافة إلى ذلك كنت أرتبط بصداقة كبيرة مع لاعبي الفريق، من بينهم عبد الرحيم حمرواي، جمال فتحي، مديح والصديقي، الذي ينحدر من نفس الحي الذي كنت أقطنه. المهم ساعدت الفريق بما طلب مني..هكذا التحقت بالرجاء.
- أثار إدراج اسمك ضمن وفد الرجاء الذي حظي باستقبال ملكي على هامش بلوغ الرجاء مباراة نهاية كأس العالم للأندية، الكثير من الجدل.
(مقاطعا) إنه جدل لا طائل منه. أولا، أن تدخل إلى القصر فذلك ليس ممكنا لأي كان. ولو لم تكن لي الصفة لما سمحوا لي بذلك. ثم إنني مستشار الرئيس. فالجميع يقول إنني أنا من يشرف على الانتدابات التي يقوم بها الفريق. إذن يتعلق الأمر بمسائل تقنية. فأنا المستشار التقني للرئيس. وأنا إلى جانب الرئيس والمدرب امحمد فاخر كنا مكلفين طيلة سنة ونصف بكل انتدابات الفريق ومشاكله، وكل ما يخصه.
وبمناسبة هذا الحديث دعني أقول لك أمرا واقعا. ففي الرجاء عندما يتم الاتفاق على ضرورة فسخ عقد أحد اللاعبين أو المدربين، فأنا من يفعل ذلك. وهنا سأتحدث عن المدرب امحمد فاخر. هل تعرف معنى أن تقول لفاخر إنه سيتم فسخ عقدك؟ خصوصا أنه كان قاد الفريق في مشوار رائع؟ إن ذلك صعب جدا، لكنني أنا فعلت ذلك. وفعلت ذلك أيضا مع فوزي البنزرتي وعبد الحق بنشيخة، ومع جميع اللاعبين الذين غادروا الفريق. أفعل ذلك ونفترق ونحن أحبة.
من جانب آخر أنا من تكفلت بالإعداد لكأس العالم للأندية، ففي المشاركة الأولى للرجاء كنت رئيسا للوفد.
فما الذي كان يفعله صلاح الدين بصير، رئيس اللجنة التقنية؟ لقد كان يستيقظ على الساعة الواحدة بعد الزوال، وما أن ينتبه إلى وجود صحافي أو قناة تلفزيونية حتى يسارع إلى الإدلاء بتصريحات صحافية. هل كان يتعاقد مع اللاعبين أو إنهاء مشاكل للفريق؟ لا لم يكن يفعل ذلك. ويمكنكم سؤال الرئيس حول هذا الأمر.
- ألم تكن وراء إبعاده عن الرجاء؟
لنكن واضحين. ليس لي كل هذه السلطة في الفريق. فهناك رئيس يفوقني في بعض المجالات. إنه يدير هولدينغ، بمعنى مجموعة شركات. ولن يفعل ذلك أي رجل. إن له مستشارون آخرون، وما يطلبه مني أنفذه، وحين يطلب رأيي في موضوع ما أقدمه له، لكنه هو من يتخذ القرار في النهاية، لأنه هو المسؤول.
- قبل مجئ بودريقة، رفع «تيفو» «باسطا» الشهير.
(مقاطعا) كان ضمنه اسمي.
نعم هذا هو السؤال. هناك رواية تقول إنك كنت أحد صناع «التيفو» وأنك تعمدت إقحام اسمك ضمن لائحة الأسماء التي رفع ضدهم «التيفو» لصرف الأنظار عن شخصك، بدليل أنك الوحيد الذي بقيت في موقع المسؤولية، بينما أبعد الآخرون كلهم.
الله شاهد على أنه لم يكن لي أي علم بذلك. وحين رفع «التيفو» كنت بالغابة بالمحمدية ألعب الكرة الحديدية. كنت أتابع المباراة عن المذياع، وفوجئت بذكر اسمي من طرف المعلق الرياضي. الله شاهد على أن هذه هي الحقيقة.
- لكن بم تفسر أنك الوحيد الذي بقيت في موقع المسؤولية، بينما أبعد الآخرون كلهم؟
لنكن واضحين. أنا هو بودريقة وبودريقة هو أنا. يجب أن تعلم أن بودريقة لم يسمحوا له بتولي رئاسة الفريق هكذا. لقد كانوا مضطرين لفعل ذلك لأن الفريق كان يعيش أزمة مالية خطيرة.
لقد توقعوا أن لا يستمر الرئيس لأكثر من ثلاثة أشهر. وأكثرهم تفاؤلا قال إنه سيضطر إلى الرحيل بعد ستة أشهر. لقد كان الفريق مثل قنبلة موقوتة أو هدية مسمومة، لكن عندما بدا لهم أن الأمور تسير على نحو جيد، حاولوا ضرب «البارشوك»، وبعد ذلك ركزوا ضرباتهم على امحمد فاخر.
- من تقصد بالضبط؟
لا يمكنني ذكر الأسماء، لكنهم ضمنهم رؤساء سابقون ومنخرطون كانوا يعتبرون أنفسهم أسماء لها وزنها.
- لكن هزيمة الرجاء بخمسة أهداف ضد تشلسي الغاني، يرى البعض أنها كانت تمهيدا لتولي بودريقة رئاسة الفريق. وهذا الكلام سبق أن أثير من طرف زكي السملالي في أحد الجموع العامة للفريق؟
لنضع النقط على الحروف. أتحدى أي مسير أن تكون له القدرة للتوجه إلى أي لاعب لدفعه إلى تغيير نتيجة مباراة.
لا أحد يمكنه ذلك، بمن فيهم أنا. لكن هناك مجموعة هدفها هو ترويج مثل هذا الكلام. قد أقول لك إنه في 15 عاما الأخيرة لم يعد ذلك ممكنا، لكن الذي يقع هو أنه تقع أخطاء، وتستغل لترجيح كفة هذا على ذاك. أما بخصوص تصريحات السملالي فقد فاجأتني. إنه صديقي، وقد كان مفاجئا أن يقول ذلك.
- هل التقيته بعد تصريحاته؟
لا، بل إنه لم يرد على اتصالاتي الهاتفية. لقد أدرك أنه أخطأ. أعرفه جيدا. شخصيا ساندته حين أعلن ترشحه لرئاسة الفريق. كنت الوحيد الذي ساندته مثلما ساندت بودريقة، بينما وقف ضده هؤلاء الذين يدافع عنهم الآن. أصدقاء والده. حميد الصويري ومحمد أوزال وآخرون هم من منعوا ترشحه. وفي المرة الثانية التي أعلن فيها ترشحه، خذلنا في آخر لحظة حين قال إنه تراجع عن قراره.
- في قضية أمين الرباطي، ألم يكن لك دور فيما وصل إليه الملف؟
بلى. كان لي دور كبير. لقد التقيت أمين مباشرة بعد علمي بأنه لن يكون ضمن لائحة الفريق. التقيته بحضور وكيل أعماله كريم بلق. وهو يمكن أن يدلي بشهادته في هذا الموضوع. قلت له إن فاخر لم يضع اسمك ضمن لائحة اللاعبين وأن عقدك يمتد لموسم آخر، سيؤدي الفريق مستحقاتك المالية، وسيحفظ لك كرامتك، لكنه لم يرقه الأمر. كان منفعلا.
هدأته وقلت له «شوف آولدي إلا كان عندك شي حاجة في يدك...الله يعاونك...معندكش ها وذني منك الرجاء راها بحر».
فأجابني:»صافي غير وقف معايا نأخد مستحقاتي». قدم إلي. تفاوضنا واتفقنا على أن يتسلم 80 مليون سنتيم. تبادلنا العناق. وبعدها هاتفت الرئيس لأوصيه بأن لا يدعه ينتظر كثيرا. من جهته منحه الرئيس 100 مليون وليس فقط 80 مليون سنتيم. كنت أسعى من ذلك إلى أن أسمح للرئيس بإضافة هامش 20 مليون سنتيم.
اتفق الطرفان على أن يحضر الرئيس الشيك على أساس أن يتسلمه الرباطي، بعد أن يكون أكمل إجراءات فسخ العقد الذي يربطه بالفريق، لكن الذي حدث هو أنه تسلم الشيك دون أن يقدم لإدارة الفريق ما يثبت أنه فسخ العقد مع الرجاء. هذا هو ما وقع بالضبط.
- لكن ألم يكن هو الآخر ضحية. فالمدرب كان يقول له أنه ليس هو من أبعده؟
أعرف ذلك، ولهذا الغرض كنت حملته في سيارتي وتناولنا وجبة الغذاء مع المدرب. وحينها فهم الرباطي أنه لا علاقة لي أو لرئيس الفريق بإبعاده. وأن القرار كان قرار المدرب.
هنا سأعود إلى النقطة السابقة، وهي أنني لا أتدخل في اختصاصات الآخرين. فلو كنت ألححت على بقاء الرباطي لكان المدرب قال بعد ذلك إن البوصيري يتدخل في شؤوني.
- في هذا الحوار تحدثت كثيرا عن الإيجايبات التي تميز بودريقة، لكن ماهي سلبياته؟
(يفكر قليل) أحيانا يأخذ قرارا سريعا ويصر على ذلك، لكن تسايره، وفي الغد تراجعه في قراره وتوضح له وجهة نظرك، وإذا اقتنع فإنه يتراجع عن قراره.
هناك أيضا عيب آخر أنه يريد أن يفعل كل شئ في لحظة واحدة. إنه يتملكه طموح كبير. يريد إنشاء تلفزيون وأكاديمية الرجاء وكل شئ في لحظة واحدة..لن أتفاجأ إذا قال لي يجب أن تكون للرجاء طائرة خاصة. فمن وجهة نظره كل شئ ممكن أن يحدث.
- لكن هذه أمور تحسب ضده، فهو يعلن عن مجموعة مشاريع، ولا يتم تنزيلها إلى أرض الواقع؟
أنت طلبت مني الحديث عن السلبيات..وأتفق معك، لكن لا تنسى أنه الرئيس الذي لا يتعدى عمره ال31 عاما. ولديه طموح كبير جدا.
هنا أتذكر أن عبد الله غلام حين جاء إلى الفريق كان لاقى انتقادات شديدة. فقد جاء إلى الفريق دون أن تكن له أية علاقة بكرة القدم.
اليوم أؤكد لكم أن غلام كان من أعظم الرجاء الذين سيروا الفريق.
يجب أن يعرف الناس أن غلام جاء إلى الرجاء بتوصية من محمد حصاد، مدير مكتب استغلال الموانئ حينها. ذلك أنه كان مرشحا لرئاسة الفريق ثلاثة أسماء. غلام واحجيج، الذي كان مسؤولا بمؤسسة «فيني بروسيت» والعبادجي، شقيق رئيس الفريق الأول.
في النهاية تم اختيار غلام، الذي استفاد من دخول المكتب الوطني لاستغلال الموانئ بكل ثقله.
- في دردشتنا التي سبقت الحوار كنت قلت إنه يجب تسليط الضوء على العديد من الوجوه التي ساهمت في استمرار الفريق، وليس فقط على الرؤساء الذين مروا من الفريق؟
هذا صحيح، فهناك العديد من الأسماء التي أعطت الشئ الكثير للفريق، لكن لا أحد يذكرها اليوم. سكون صعبا علي ذكر جميع الأسماء، لكن يؤسفني حقا أن ينسى التاريخ أسماء أشخاص منحوا الفريق الشئ الكثير، في الوقت الذي يتذكر الناس فقط أسماء رؤساء الفريق.
أذكر على سبيل المثال كومينة الذي قاد الفريق في فترة الستينيات من القرن الماضي. وأسماء أخرى جاءت في وقت لاحق مثل إدريس الشعبي. الصديق. وأذكر لحسن درنان
والأستاذ غلام القاضي بالمجلس الأعلى.
أذكر كذلك محمد عزو، الذي كان يشغل منصب مدير المواد البشرية بالمكتب الوطني لاستغلال الموانئ ومحمد حصاد، وزير الداخلية الحالي، والذي شغل في وقت سابق منصب مدير المكتب الوطني لاستغلال الموانئ.
وليس سرا أن المكتب الوطني لاستغلال الموانئ ساهم في هيكلة إدارة فريق الرجاء. أيضا لا يجب أن ننسى صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية الحالي. كل هؤلاء يجب أن يذكرهم التاريخ، إلى جانب شخصيات أخرى مثل عبد اللطيف العسكي ومحمد موصطيف، الرجل الذي أنقذ الرجاء حين كانت مقبلة على المشاركة في كأس النخبة العربية بالدار البيضاء. حينها فشل الفريق في توفير سيولة مالية، فما كان منه إلا أن اقترح إصدار كتاب تم بيعه، ومن تلك المداخيل أمكن للفريق المشاركة.
- في بضع كلمات ما الذي يمكن أن تقوله عن محمد أوزال؟
أعطى للرجاء الشئ الكثير. كان الرجل الذي يداوي.
- سعيد الناصيري؟
أعرفه منذ سنوات. إنه «ودادي» غيور على فريقه. وهو اليوم رئيسا للفريق بعد أن نال ثقة مكونات الفريق.
- الوداد؟
أقول دائما تعرف مدينة الدار البيضاء بمسجد الحسن الثاني وفريقي الرجاء والوداد. هذا ما أقوله دائما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.