إدارة الفوسفاط تؤكد أن عملية التشغيل تمت في شفافية وأن عدم التوصل بالاستدعاءات مسألة وقت فقط خرج مئات الشبان، صبيحة أمس، في مسيرة سلمية بمدينة بوجنيبة، البعيدة عن مدينة خريبكة بحوالي 13 كلم، رددوا فيها شعارات تطالب بالتشغيل وإعطاء الأسبقية لأبناء المتقاعدين والمتوفين، فيما نظمت وقفات احتجاجية بكل من جماعة بونوار أمام مقر القيادة، وبخريبكة، أمام المقر المركزي لبريد المغرب، وأمام مقر الإدارة المحلية للفوسفاط. بينما خيم هدوء نسبي شامل على مدينة حطان والقرى المنجمية الأخرى. وكانت مدينة خريبكة والقرى المنجمية، قد شهدت مواجهات عنيفة طيلة الأسبوع الماضي بين شبان يطالبون بالتشغيل في المجمع الشريف للفوسفاط من جهة، والقوات العمومية (درك، شرطة، قوات التدخل السريع، قوات مساعدة) من جهة أخرى. أسفرت عن تخريب مجموعة من المنشآت والتجهيزات التابعة للمجمع، وأعمال نهب وسرقة، واعتقال حوالي 15 شخصا ببوجنيبة وحطان، أحيلوا على النيابة العامة بمحكمتي الاستئناف والابتدائية كل حسب المنسوب إليه. ويتهم المحتجون السلطات المحلية وإدارة الفوسفاط بنهج المحسوبية والزبونية في التشغيل، إذ توصل في نظرهم أشخاص يعملون بالخارج باستدعاءات من أجل الشغل، إضافة إلى أن هناك بعض العائلات، ممن توصل أكثر من فرد فيها بالاستدعاء، فيما هناك مجموعة من الأسر الأخرى، لم يتم استدعاء أي فرد منها. وقد شملت أحداث التخريب كل من خريبكة والقرى المنجمية حطان بوجنيبة وبئر مزوي وتم خلالها تخريب مقتصدية السلام للمجمع بخريبكة، والمسبح وواجهة الباشوية ومقر رئيس القرية المنجمية وإحدى السيارات بحطان، كما تم تخريب واجهة البلدية والباشوية والقرض الفلاحي ومقر رئيس القرية المنجمية ببوجنيبة، وسجلت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطرفين بينهم باشا مدينة بوجنيبة، وقد استعملت القوات العمومية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. وبمدينة اليوسفية، أقدم عشرات من الشبان، أغلبهم من المعطلين وأبناء المتقاعدين بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يوم الجمعة الماضي، على شل حركة النقل السككي، بعد أن اقتحموا محطة القطار وحاصروا القطارات التي تقل الفوسفاط مابين اليوسفيةوآسفي، قبل أن يعمدوا في نفس الليلة إلى احتلال كامل للمرات السككية من خلال وضع أحجار كبيرة ومنع قطار المسافرين القادم من الدارالبيضاء من التوجه إلى آسفي. كما قام شبان آخرون بجماعة الكنتور القريبة من اليوسفية (5 كلم)، من منع وصول الماء إلى معمل لغسل وتكليس الفوسفاط، بعد تخريبهم للصهريج المائي، مع كسر عدد من السيارات التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط. وكان المكتب الشريف للفوسفاط بعد الأحداث المأسوية التي عرفتها خريبكة يوم 15 مارس 2011، قد خصص لأبناء متقاعديه وأبناء السكان المجاورين لأوراشه آلاف من مناصب شغل خصص منها الجزء الأكبر لإقليم خريبكة، إضافة إلى فسح المجال أمام آلاف أخرى من أجل التكوين لولوج سوق الشغل في المدن التي يتواجد فيها المجمع (خريبكة، أسفي، بنكرير، اليوسفية، الجديدة...). وهي المبادرة التي تندرج في إطار استراتيجية للمجمع، يشكل فيها العنصر البشري المحور الأساسي. وفي هذا الإطار، قال حسن برانون، مدير التواصل بالمكتب الشريف للفوسفاط، إن إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، وضعت استراتيجية ترتكزعلى ثلاثة مرتكزات أساسية، تتمثل في التشغيل المباشر ل 5800 عامل، وضمان تكوين وتأهيل 15000 شخص، مع منحهم منحة شهرية تتراوح مابين 1200 و2000 درهم طيلة مدة التكوين، ثم مساعدة حاملي المشاريع الصغرى ماديا وإداريا حتى يتمكنوا من إنجاح مشاريعهم. وأضاف في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن هذه الإستراتيجية تهم أساسا السكان المجاورين أبناء مناطق الفوسفاط وأبناء المتقاعدين، وأن عملية اختيار المرشحين تمت على أساس معايير محددة، بعد الاطلاع على كفاءاتهم ومؤهلاتهم، كما أنها اتسمت بالشفافية والنزاهة، مضيفا أن عدم توصل البعض بالاستدعاءات يعود أساسا إلى الكم الهائل من الاستدعاءات التي تم إرسالها والتي تتطلب وقتا كافيا حتى تصل إلى المعنيين بها، موضحا في الوقت نفسه، أن المكتب الشريف للفوسفاط خصص لهذه العملية ميزانية تقدر ب 40 مليار سنتيم. حسن عربي