يشكل العمل على توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة واحدا من أهم انشغالات اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملالخريبكة باعتبار أن هذا انشغال أساسي للمجلس ككل من جهة، ومن جهة أخرى باعتبار هذه الجهة تضم عددا كبيرا من حاملي توصيات الهيئة (ضحايا سنوات الرصاص). ويتم العمل على هذا المستوى بمتابعة برامج جبر الضرر الجماعي المنتشرة بالجهة خاصة بإقليم أزيلالخنيفرة وميدلت بشراكة بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمصالح الخارجية والنسيج الجمعوي وصندوق الإيداع والتدبير، أو على مستوى الإدماج الاجتماعي. إذ بمجرد ما تم تنصيب اللجنة الجهوية راسلنا عمال الأقاليم بهذه الجهة لتفعيل اللجان المحلية للإدماج الاجتماعي وفقا للمذكرة المنهجية للسيد الوزير الأول في الموضوع، وفعلا استجاب عدد من عمال الأقاليم حيث يتم البحث داخل هذه اللجان على إيجاد حلول للإدماج الاجتماعي للضحايا. كل هذا طبعا بالإضافة إلى متابعة ملفات التغطية الصحية للضحايا. وفي إطار حفظ الذاكرة تشتغل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملالخريبكة على مشروع نعتبره مهما، إذ باعتبارالجهة واحدة من المناطق التي عرفت قدرا كبيرا من الانتهاكات الجسيمة في سنوات الرصاص، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، فهي تضم عددا كبيرا من الضحايا وأماكن الانتهاكات والسجون والمعتقلات السرية والعلنية وهو ما يقتضي العمل على حفظ هذه الذاكرة. من جهة أخرى فإن هذه الجهة تتميز بتعددها اللغوي و الثقافي، عربي أمازيغي، وتعددها الديني، إسلامي يهودي، والذي لا زال مستمرا في كل مناطق الجهة. هذه العناصر التلاث تقتضي تأسيس مركز لحفظ الذاكرة ودعم التعددية العقدية والثقافية بالجهة، وهو المشروع الذي نشتغل عليه.