اختتمت ليلة السبت الاخير، فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للفيلم القصير هواة بشفشاون، بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الرسمية وأرفعها الجائزة الكبرى. ونال الجائزة الكبرى للمهرجان الخاصة بالافلام القصيرة فيلم" بالابيض والاسود" لمخرجه الياس السباعي، فيما عادت الجائزة الثانية لفيلم" تدو" لمخرجه محمد مونا، اما الثالثة فعادت لفيلم" الحب الاسود" لمخرجه نبيل اهطار. اما جائزة احسن تشخيض نسائي، لهذه الدورة التي كانت قد بدأت منذ الاربعاء الماضي، فعادت لبطلة فيلم" للصمت صوت" لمخرجته سناء البطوشي، فيما جائزة أحسن دور رجالي فآلت الى محمد خاي لتألقه في فيلم" الطابق السابع" لمخرجه عبد الاله العلوي، فضلا عن توجيه عدد من التنويهات. اما الجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية الخاصة بأفلام البيئة، فعادت لفيلم "ثقافة الماء بالاندلس" لمخرجه طارق بوبكر. ورأس لجنة تحكيم المسابقة الاولى المخرج عز العرب العلوي، وضمت في عضويتها، الناقد السينمائي ورئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الدكتور الحبيب الناصري، والاعلامية فاطمة يهدي، والممثل والمخرج المسرحي حميد البوكيلي، والكاتب عبد الجواد الخنيفي. اما الثانية المخصصة للأفلام البيئية الخاصة بالهواة، فضمت لجنة تحكيمها فاعلين جمعويين مهتمين بالمجال البيئي بالمدينة. وشهد صباح اليوم الاخير من هذه التظاهرة الثقافية الكبرى نظمتها جمعية "تلاسمطان" للبيئة والتنمية بتعاون مع المجلس البلدي للمدينة وعمالة إقليم شفشاون، تنظيم ندوة وطنية مهمة حول موضوع "سينما الهواة بالمغرب الواقع والآفاق"، حيث اطرها كل من الدكتور الحبيب ناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة والباحث الاكاديمي احمد الفتوح. وقد تميزت الندوة التي سيرها الاستاذ حسن مجتهد، بطرح العديد من الاسئلة التي تهم سينما الهواة، وما حققته من تراكمات، فضلا عن دورها الكبير في تكوين العديد من السينمائيين في المستقبل، والاكراهات والصعوبات التي تواجهها، والحلول المناسبة، من اجل تنميتها واعطائها قيمتها الخاصة وابعادها المستقبلية والفنية. كما اعقب ندوة المهرجان الذي اقيم بدعم من المركز السينمائي المغربي وعدد من المؤسسات، حفل توقيع الكتاب الجديد الذي صدر خلال فعاليات هذه الدورة بعنوان"شفشاون في عيونهم" وهو عبارة عن مؤلف ابداعي، شارك فيه العديد من المبدعين من مختلف انحاء العالم، وفي مختلف المجالات، يرصدون وجهات نظرهم، ومشاعرهم حول مدينة الشاون، وذلك من خلال صور ضوئية التقتطتها عدسة الفنان محمد عسو. وشهدت الدورة التي عرفت عرض 17 فيلما يمثلون عددا من المدن، في المسابقة الرسمية، تكريم المخرج المسرحي حميد البوكيلي، مع عرض الشريط القصر"ايزوران" لمخرجه عز العرب العلوي، في الافتتاح، تنظيم ورشتين خاصتين بالسيناريو المونتاج الرقمي اطرهما كل من الاستاذ يوسف ايت همو والاستاذة لطيفة نمير. وقال مدير المهرجان محمد السطار في كلمة بالمناسبة، ان الدورة حققت الكثير من الرهانات المتوخاة، وذلك من خلال مشاركة افلام متميزة، لاقت استحسان لجنة الحكيم والجمهور، فضلا عن خلقها لدينامية ثقافية وفينة بالمدينة. واكد ان الدورة كانت بمثابة عرس فني جماعي، ساهم في انجاحه ضيوف المهرجان، ومختلف الفاعلين والداعمين، وفرصة حقيقية لاكتشاف اسماء جديدة في عالم السينما المغربية الجديدة، من مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، مشددا على ان المهرجان يعد مشتلا حقيقيا للسينمائيين المغاربة في المستقبل، وذلك بالنظر الى قيمة الافلام المتوجة، او المشاركة التي ابانت عن اهتمام كبير بميكانيزمات العمل السينمائي الحقيقي الناجح. ولفت الى ان الدورة التي احضتنت اسماء فاعلة في شتى المجالات على الصعيد الوطني، شكلت ايضا ارضية خصبة لتنزيل العمل التشاركي، وتعزيز التعاون المشترك بين المهرجانات، وهو ما تحقق بين مهرجان الشاون والمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وبخاصة اصدار المؤلف الجديد" شفشاون في عيونهم"، ليكون نموذجا يحتذى به لدى مختلف المهرجانات الاخرى.