عد أن قرر مجموعة من المعتصمين من أبناء المتقاعدين بالمجمع الشريف للفوسفاط التنازل عن مطلب التشغيل المباشر، و إعطاء مهلة للمسؤولين مدتها شهران شريطة وضع ملفاتهم لدى إدارة المجمع مقابل وصل مؤرخ، فوجىء المعتصمون صبيحة أول أمس على الساعة 5 صباحا بتدخل أمني عنيف، وهم نيام بالخيام التي نصبوها أمام إدارة المجمع طيلة الأسبوعين الأخيرين و قد أسفر التدخل عن إصابات متفاوتة الخطورة ، من بينها حالة أحد الشبان الذي أصيب أثناء محاولته الإفلات من قبضة رجال الأمن في جهازه التناسلي و فور علمها بالحادث ، هرعت إلى عين المكان عائلات المعتصمين إضافة إلى عدد كبير من باقي أبناء المعتصمين ناهز عددهم الألف ، حيث رفعوا شعارات و نددوا بالتدخل الهمجي ضد شباب عزل و في اعتصام سلمي و حضاري للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، إذ دام هذا الاحتجاج إلى حدود الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم لكن تطورت الأوضاع و أصبحت خارج سيطرة السلطات الإقليمية و الأمنية بجميع تلويناتها، إضافة إلى اللجان التي سبق و أن كونها المعتصمون. إذ اندس 3 أشخاص غرباء داخل المحتجين و أعلنوا للحضور أن الشاب المصاب إثر التدخل قد لقي حتفه، هذا النبأ « الفتنة » ، أجج الحركة الاحتجاجية و عاشت على إثرها مدينة خريبكة و خصوصا الشارع المؤدي إلى حي البيوت الذي يضم في غالبيته أبناء المتقاعدين ، بالإضافة إلى أهم إدارات و مصالح المجمع الشريف للفوسفاط، إذ تحول ذلك إلى تراشق بالحجارة بين قوات الأمن و المحتجين و استعمال القنابل المسيلة للدموع. كل هذا ساهم في تأجج الوضع و انفلات أمني خطير أدى إلى إصابة العديد من رجال الأمن و المواطنين و في حصيلة أولية للخسائر ، فقد أصيب خلال المواجهات رئيس المنطقة الأمنية بجروح في الرأس و كسر مزدوج بالصدر نقل على إثرها في حالة غيبوبة إلى المستشفى الإقليمي، كما أصيب أزيد من 28 من رجال الأمن و 14 من القوات المساعدة و 9 دركيين إضافة إلى 85 من المحتجين إصابتهم تتفاوت بين رضوض و كدمات فيما سجلت حالتان خطيرتان . أما الخسائر المادية فقد تمثلت في إحراق و تكسير أزيد من 14 سيارة منها 6 سيارات إحراق تام، أغلبها في ملك الخواص ، كما تم تكسير الواجهات الزجاجية لمديرية الاستغلالات المنجمية التابعة للمجمع، و حرق ملفات كانت بداخل 5 من مكاتبها. أما أهم الخسائر فقد تمثلت في الإحراق التام لمركز التكوين التابع للمجمع ، و الذي شهد عملية تخريب واسعة و سرقة للملفات و الحواسيب و الأجهزة الإلكترونية إضافة إلى العديد من التجهيزات و الآليات التي يستعملها المكونون بالمركز لتلقين الأطر و المستخدمين .و فور علمه بتطور الأحداث، هرع إلى عين المكان السيد محمد صبري عامل الإقليم مرفوقا بوالي الأمن و بعض الفعاليات السياسية و الجمعوية و الحقوقية إضافة إلى العديد من وسائل الإعلام للوقوف على حجم الأضرار و كذا الخسائر التي تم تسجيلها. كما سجل الإحراق التام لمقر جمعية الوحدة لمتقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط المتواجد قرب باب الحرية إضافة إلى إحراق مكتب للخدمات الاجتماعية قرب مدخل حي البيوت الجداد، و إلحاق أضرار متفاوتة بنادي الأطر و المهندسين التابع للمصالح الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة. و قد تدخلت هيئات سياسية و حقوقية في مغامرة محاولة تهدئة الوضع و إقناع المحتجين بوقف المواجهات من أجل إيجاد حل للمعضلة، و قد تأتى لها ذلك شريطة التوسط لدى السلطات الإقليمية لإطلاق سراح المعتقلين الذين بلغ عددهم 16 عنصرا و بالفعل عرف مقر العمالة اجتماعا دعى إليه عامل الإقليم مع الهيئات » الوسيطة » امتد إلى غاية الثانية و النصف من صباح اليوم الموالي أفضى إلى إطلاق سراح 11 عنصرا و الاحتفاظ فقط ب 5 عناصر ، على أساس انتظار تعليمات وزارة الداخلية