خلفت أحداث الشغب التي شهدتها خريبكة، أول أمس (الثلاثاء)، إصابة 102 من القوات العمومية، إصابات اثنين منهم خطيرة، فيما أصيب الباقون بجروح متفاوتة، إثر رشقهم بالحجارة من قبل معتصمين من أبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط. وأوردت مصادر عليمة أن المستشفى الإقليمي بخريبكة استقبل فقط سبعة مصابين من بين المعتصمين، فيما فضل الآخرون عدم التوجه إلى المستشفى حتى لا يقعوا في قبضة الشرطة. وتوزعت إصابات عناصر القوات العمومية، حسب مصادر "الصباح"، بين 59 رجل شرطة و27 من قوات المخزن المتنقل و16 من أفراد الدرك الملكي، مازال بعضهم يتلقى العلاج. وأحرقت ست سيارات، اثنتان منها للخواص والأخرى لمستخدمين وأطر مجمع الفوسفاط، فيما تعرضت أزيد من 10 سيارات لتكسير زجاجها وواجهاتها. ولم يسلم من الحادث مراسل "الصباح" بخريبكة، حكيم لعبايد، الذي فوجئ بانفجار خزان وقود سيارة كانت متوقفة بالمكان الذي يلتقط منه صورا لحريق آخر. واندلعت أحداث الشغب عقب محاولة القوات الأمنية، فجر أول أمس (الثلاثاء)، فك الاعتصام وإخلاء الحديقة التي احتلها المحتجون المطالبون بتشغيلهم فوريا، إذ أن إشاعة بوفاة أحد المعتصمين جراء التدخل الأمني، ووصولها إلى المعتصمين، أججت الحالة النفسية، سيما بعد أن حاول المعتصمون تنظيم مسيرة تجوب شوارع المدينة حاملين نعشا رمزيا لمن اعتقدوا أنه "شهيد". وأوردت المصادر ذاتها أن الشرطة القضائية أوقفت 15 فردا من المعتصمين أثناء اندلاع أحداث الشغب، أطلقت سراح 10 منهم، جلهم قاصرون، فيما احتفظت بخمسة رهن الحراسة النظرية للبحث معهم في ما نسب إليهم قبل تقديمهم إلى العدالة. وأوضحت المصادر نفسها أن المعتصمين ليست لهم أي علاقة بالتنظيمات السياسية أو حركات الاحتجاج، بل هم من أبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط أو المتضررين المجاورة أحياؤهم السكنية للمنشآت الفوسفاطية، والذين سبق لهم أن طالبوا بالتشغيل. وأورد بلاغ للسلطة المحلية بالإقليم أن الاعتصام انطلق منذ 25 فبراير الماضي، للمطالبة بالتشغيل وأنه جرت جولات من الحوار بين المعتصمين والسلطة المحلية وإدارة الفوسفاط، توجت بفتح المجال لهذه الفئة من أبناء المتقاعدين بكل من خريبكة وبوجنيبة وحطان ودائرتي خريبكة ووادي زم قصد تعبئة استمارة التشغيل، كما وضع جدول زمني لدراسة الطلبات التي بلغت في المجموع 6377. وأضاف البلاغ ذاته أن المحتجين رفضوا فك الاعتصام رغم كل ذلك، متشبثين بمبدأ التشغيل الفوري. وكان الحل الأخير فك الاعتصام باستعمال القوات العمومية. واتهم البلاغ ذاته جهات لها أهداف، دون تحديدها، بأنها كانت وراء تأطير المحتجين وإشعال الفتنة، ما خلف خسائر في واجهة مبنى مديرية الاستغلالات المنجمية للفوسفاط ومرافق أخرى تابعة للمجمع ذاته. وحسب مصادر "الصباح"، فإن عدد المحتجين الذين تسببوا في أحداث الشغب، فاق 200، توزعوا بين مرافق المجمع الفوسفاطي وتسببوا في خسائر مادية كبيرة، وأن الأبحاث مستمرة لتحديد الضالعين في تلك الأحداث. من جهة أخرى عقد عامل الإقليم اجتماعات متواصلة مع نقابيين وحقوقيين، بينهم محامون، حلوا بمقر العمالة، لتدارس الوضع والبحث عن الحلول، كما أن جمعيات حقوقية دخلت على الخط لمؤازرة المعتقلين. وساد الهدوء المجمع الفوسفاطي أمس (الأربعاء)، فيما انطلقت عملية تحديد حجم الخسائر التي تسببت فيها أحداث الشغب، والتي أتت على مكاتب للأرشيف وتجهيزاتها وأيضا على حاجيات ووثائق تخص المستخدمين، بل حتى الاستمارات التي كانت مجمعة في أحد المكاتب تعرضت للإحراق. وعرف المستشفى الإقليمي بخريبكة حالة طوارئ، جند لها أطباء مختصون في الجراحة العامة وجراحة العظام والإنعاش والقلب والمستعجلات، كما تمت الاستعانة بمتطوعي الهلال الأحمر وتلاميذ المدارس الخاصة للتمريض والإسعاف. المصطفى صفر