المتهمان سرقا 2000 درهم من الضحية وضرباه حتى الموت ثم رميا جثته في بئر. صرحت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات أخيرا، بمؤاخذة شخصين من أجل القتل العمد أعقبته جناية السرقة الموصوفةوإخفاء جثة طبقا للفصلين 392 و272 من القانون الجنائي ومعاقبة كل واحد منهما ب 20 سنة سجنا نافذا. أحيل المسميان «م» و»ع» على الغرفة سالفة الذكر بمقتضى الأمر بالإحالة الذي أصدره محمد الناصري المستشار المكلف بالتحقيق بالغرفة الأولى باستئنافية سطات لمحاكمتهما طبقا للقانون. وحسب الأبحاث التي قامت بها الفصيلة القضائية بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بمدينة سطات، فإن شخصا تقدم بشكاية مفادها أن ابنه «ي» اختفى عن الأنظار شهر يوليوز من سنة 2010. وفي صباح اليوم الموالي أخبر من طرف أحد الأشخاص بضرورة الالتحاق بجماعة سيدي الخدير، وعند وصوله إلى هناك وجد سيارة الإسعاف وعلى متنها جثة ابنه الهالك. وأضاف أنه خلال مراسيم العزاء حضر جمهور غفير من سكان الدوار حيث توجد البئر مكان العثور على جثة الهالك. وأوضح أنه علم أن أطفال الدوار يتداولون في ما بينهم أسماء المعتدين وهم المدعو «م» وقريبه «ر» والمسمى «ع»، وأن الجريمة وقعت بدافع السرقة، إذ استولى المتهمون على مبلغ مالي من الضحية. وختم تصريحه بالإشارة إلى أن الأخبار الرائجة بالدوار تفيد بأن الجثة تم نقلها على متن سيارة والد أحد المتهمين.وللتأكد من صحة أقوال والد الهالك استمعت الضابطة القضائية إلى طفلين من أبناء الدوار فأكدا بأنهما سمعا أخبارا تفيد بأن المعتديين هما «م» و»ر».غير أن المشتبه فيه الأول أنكر ما نسب إليه، مضيفا أنه لا يعرف الضحية لأنه يقطن بعيدا عن دواره بحوالي 8 كيلومترات. وحسب أقواله فإنه كان يوم الحادث بمنزلهم ولم يغادره بسبب ارتفاع درجات الحرارة.وأفاد المتهم «ع» أنه كان رفقة أبناء الدوار أمام الدكان، وأن الضحية كان هناك يدخن السجائر، وفجأة حضر كل من «ر» و»م» على متن سيارة فتوجها مباشرة نحو الضحية. وأوضح أن المدعو «م» كان مسلحا بعصا فيما كان ابن عمه «ر» يحمل حجارة بيده، فانهالا على الهالك بالضرب والجرح. لكن تدخل بعض الحاضرين فرق بينهم. وأضاف أن المعتديين أمراه بأن يرافقهما على متن سيارتهما فركب في المقعد الخلفي. وفي الطريق التقوا بالضحية فحمله كل من المسميين «ر» و»م» في المقعد الخلفي للسيارة وتوجها إلى البئر ووضعا عصابة على عينه ورمياه بداخله، بعد أن استوليا على مبلغ مالي من جيبه قبل أن يعودوا إلى الدوار. وأكد أن المتهمين هدداه بالقتل إن قام بالتبيلغ عنهما.واستنطق محمد الناصري المتهم الأول ابتدائيا فأنكر أن يكون اعتدى على الهالك بالضرب والجرح والسرقة كما جاء في تصريحات المتهم الثالث.وأثناء الاستنطاق التفصيلي صرح أنه لا يعرف الهالك ولم يسبق له أن تبادل معه العنف. وأشار إلى أن والد المتهم «ر» يملك سيارة يتولى قيادتها بنفسه. ولم يسبق له هو أو رفيقه أن توليا قيادتها. كما أنه يجهل كل شيء عن عينة الدم المحالة على المختبر الوطني للتحليلات سواء تلك التي رفعت من على سروال المتهم «ع» أو الموجودة على المقعد الخلفي للسيارة. من جهته صرح المتهم «ع» أمام قاضي التحقيق بأن الحدث «ر» والمتهم «م» اعتديا على الهالك بالعصا، وأرغماه هو على ركوب سيارتهما في الطريق المؤدية إلى مدينة البروج حيث وجدوا المجني عليه ينزف دما من قفاه. وهناك اعتدى عليه المتهم «م» بسرقة مبلغ 2000 درهم من جيبه ثم أجبراه هو على الاعتداء على الضحية بالضرب فاستجاب لأمرهما وتلطخ قميصه وسرواله بدم الضحية الذي حملوه إلى السيارة. وبعد أن تأكدوا من موته أمرهما المتهم «م» بالتخلص من الجثة برميها في البئر. وأفاد أحد الطفلين خلال التحقيق بأنه سمع المتهم «ع» وهو يردد قرب دكان الدوار بأنه هو الذي اعتدى على الضحية مع المسمى «م» وشخص آخر.وتجدر الإشارة إلى أن الوكيل العام باستئنافية سطات وجه بشأن الحدث «ر» مطالبة إضافية بإجراء تحقيق في مواجهته في إطار التهم المذكورة.