غريب أمر المجمع الشريف للفوسفاط ومن يسهرون على تدبيره وسيره العادي ،ونخص بالذكر من كلفوا ببرنامج "ocpskills"،فكل يوم يظهر للعيان والمتتبع عيب من العيوب و زلة من الزلات التي تهدد بفشل البرنامج وإن لم نقل قد فشل خاصة في شقه المتعلق بالتكوين ،فبعد أن طال الامد بالشباب الذين استبشروا خيرا بالإدماج والتكوين أملا في الحصول على تكوين من مستوى عال ومتطور يراعي اهتمامات كل شاب وشابة ويستجيب لاختياراتهم التي عبروا عنها عند وضعهم لطلبات التشغيل واضعين نصب أعينهم بأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ستسخر الإمكانيات المالية واللوجستيكية لتقدم أحسن تكوين للشباب. تبخرت احلام هؤلاء الفتية لأنهم تمنوا على م ش ف اكثر مما سيتصدق به عليهم ،فبعد أن أرغمهم على توقيع التزام يخلي فيه المجمع مسؤوليته في التشغيل وان دوره منحصر في التكوين ،حيث قبل الشباب مكرهين لعلهم ينالون تكوينا نموذجيا يفتح لهم آفاقا في شركات أخرى. بعد الصفعة الاولى جاءت مرحلة توزيع الشباب على مراكز التكوين بمختلف مدن المملكة ليطرح معها مشكل السكن ومصاريف العيش،فكانت المنح الهزيلة التي تفضل بها المجمع على شباب خريبكة والتي وزعت بشكل متفاوت لا يراعي بعدهم عن مدينتهم ،إذ ترواحت المنحة بين 1200 و 2000 درهم شهريا ،دون إغفال ان البعض حرم منها دون تبرير المنع ،ناهيك على ان بعض الشباب شرعوا في التكوين و لم تصلهم منحهم وآخرون يتمتعون بالمنح بالرغم من أن تكوينهم لن ينطلق إلا شهر فبراير من السنة القادمة. انطلق برنامج "ocpskills" وانطلق معه مسلسل الاحتجاجات ،حيث يطالب المتدربون في وادي زم بإخضاع توزيع المنح لمعايير بعد كل فرد عن مدينته الاصلية ،اما بخريبكة فقد نظم متدربون وقفة احتجاجية أمام الإدارة المحلية للمجمع بخريبكة للاحتجاج على عدم تلبية طلباتهم فيما يخص الشعب التي اختاروها وكذا توفير الاطر التي ستسهر على التكوين. وببرشيد يصرح أحد الشباب المتدربين بأن معظمهم لم يتوصلوا بمنحة التكوين ،وعندما قرروا استفسار مدير المركز،طردهم مخاطبا إياهم "أنا ماشي سمسار". وما جعل الكثير من الشباب يفكر في العودة إلى خريبكة والتخلي عن التكوين هو تجاهل الإدارة المركزية لمطالبهم وعدم الرد على اتصالاتهم الهاتفية،حيث يؤكد شاب آخر بانهم اتصلوا مرات عديدة بالإدارة في البيضاء ،فيردون عليهم ،ولما يتبين للمجيب بان المتصلين من المكونين فيستمع لاستفساراتهم فيطلب منهم الانتظار ليجيبهم ،فتمر الدقائق والشباب متسمرون ينتظرون الجواب والدراهم تتهاوى ليضطروا لقطع الخط وإعادة المحاولة لتتتكرر العملية من جديد. وأمام هذا الوضع الذي ينذر بتأزم الوضع ،وأمام هذه الارتجالية والعشوائية في تدبير كل ما يهم شباب خريبكة يطرح السؤال العريض على مسؤولي المجمع واالمسؤولين المحليين وعلى راسهم السيد العامل:لما التلاعب بشباب خريبكة وأحلامهم؟ وهل عندكم الإجابة إذا هاج الشباب لا قدر الله؟ أم أن الأمر فيه "إن"؟