بقلم الطالب: مصطفى العادل فتحت حسابي على فيس بوك عشية فاتح كانون الأول(يناير)، وكان ذلك موازاة مع عيد السنة الميلادية الجديدة... عيد الغرب واحتفالهم بتشريد ملايين العرب، وسفك دماء أطفال ونساء العرب. تصفحت كعادتي أهم الأخبار الجديدة على الصفحة، والتي طغت عليها اليوم كغير المعتاد صور لبعض المغنيات والمطربات المغربيات، تلك التي عرضتهن قناتنا الرسمية الثانية في سهرة للاحتفال مع الغرب بهذا الارهاب الذي دمر أوطاننا...، تفاعلت مع الحدث وانتقدت بشدة هذا المستوى الذي وصل إليه إعلامنا، وتلك المخلوقات التي صار المجال يفتح لها ترهب أبناءنا وتفسد بناتنا. في آخر النهار أرسل إلي بعض الأصدقاء المقربون، بأن تلك المخلوقات التي اعتقدتها إناثا ليست كذلك، قال لي أحدهم ساخرا: إنها ذكور دون مستوى الرجولة. يا سبحان الله... هل كل ما رأيته بعين أمي لسن متبرجات زين أنفسهن وحليهن؟ كيف يمكن لرجل أن يلعب هذا الدور ويظهر أمام مرأى ومسمع الشعب المغربي بهذا الشكل؟... عذرا على كلمة الرجل، فلا أقصد غير الذكورية، وإن صارت رجولتنا تمضي قدما إلى الزوال. استفزتني الرسالة فعدت مباشرة إلى المنشور لأتأكد، ومن حسن حظي أنني كنت صائما عن متابعة الإعلام في تلك اللحظات لظروف طلابية، وحتى عندما عدت إلى المنشور ذاته، لم أستطع أن أميز تلك المخلوقات أذكور هي أم إناث سخرهن الشيطان لإثارة الفتنة. مما تأكدت منه هو وجوب تنظيم تيار آخر، ليس للحصول على النسيان كما فعلت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وإنما للدفاع عن الكائن الذكوري الذي ينقرض بسرعة فائقة، الانقراض حسب علماء البيولوجيا يعني استمرار موت نوع معين من الحيونات مقابل توقف ولادته واستمرار نسله، أما ما أصاب الرجولة العربية فهو أبلغ من هذا النوع من الإنقراض. لا أدري هل ينبغي أن نسمي هذا انقراضا، فقد صار بعض الرجال يتحولون بعد ولادتهم إلى الجانب الأنثوي إضافة إلى الإناث اللواتي يولدن إناثا في الأصل... إنها المعضلة الكبرى هل تدرون الآن ما السبب في القلق العالمي بسبب قلة الرجال بل قلة الذكور؟، فبالإضافة إلى تضاعف ولادات النساء مقابل ولادات الرجال عالميا، يوجد هذا المشكل، مشكل تنازل بعض المخلوقات الذكورية عن وظيفتها لصالح الإناث. ما أثار انتباهي بعد عودتي إلى المنشور، وجود اللحية السوداء على وجوه تلك المخلوقات، ومع ذلك لم أستغرب فقد دهب دور اللحية مع ذهاب الشهامة والرجولة العربية، وعلى النساء الآن أن يطالبن بالحق في اللحية، حق ينبغي أن يضاف إلى المطالب الشعبية، وأن يرفع في الثورات الديمقراطية القادمة. كل ما أخشاه هو أن تختلط علينا النساء الإناث بهذا النوع الجديد في عالم الأنوثة، لذلك على النساء أن يضعن علامة على كل امرأة أنثى حتى يستطيع الرجل أن يختارها بسهولة للزواج. قرأت أخيرا في الكتاب الأخضر للطاغية الراحل معمر القدافي، أنه من حق المرأة الانتخاب سواء كانت ذكرا أم أنثى، ولو قرأت هذه المقولة قبل الثورة لدافعت عن القدافي، وربما لما ثار الشعب الليبي أصلا على هذا المفكر والمنظر. لقد رأيتم الآن هذا النوع الجديد الذي نبأ به القدافي المرأة الذكر، ولكي أكون منصفا وعادلا لن أقسو على النساء سوف أسمي هذا التيار الجديد بالأنثى الذكورية حتى تبقى المرأة والرجل في قمة الشرف الانساني. مع هذا الواقع العربي المرير، وهذا الصمت الفضيع، على كل الذين يدعمون هذا النوع الجديد أو المنتسبين إليه خفية أن يعلنوا انتماءهم علنا والتجرد من اللباس الذكوري، فلا شك أن أرقاما كبيرة ما تزال تختبئ وراء اللباس الرجولي مع حبها للتيار الأنثوي الذكوري وعشقها الانتماء إليه. عليهم في أقرب وقت أن يعلنوا انضمامهم واعتناقهم لهذا المذهب الجديد بكل تفاصيله، فنحن في أمس الحاجة في الاحصاء القادم لإحصاء جديد يأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى الجديد، ثم إن معرفة العدد الحقيقي للذكورية العربية قد يفيدنا في اعداد العدة لمواجهة هذا الضعف، وهذا الوهن الذي أصابنا، ومن يدري فلعل اختلاط الأجناس وما نتج عنه أثناء الاحصاء للذكورية العربية، هو سبب هذه الهزائم الشنعاء أمام كل أشكال الموت. أنا من الان سوف أقدم بلاغا لكل القطاعات النشيطة في البلاد العربية، كي تعيد النظر في مواردها البشرية، على الفن أن يعرف رجاله الحقيقيون وعلى العلماء أن أيضا أن يصنفوا حسب هذا التقسيم الجديد، وعلى القادة السياسيين والعسكريين وجميع القطاعات أن تعلن الأجناس الحقيقية لمواردها البشرية. على الجميع أن يعيد النظر في نسبة الرجولة التي تعمل في إطاره لنعرف بالضبط نسبة انقراض الرجولة العربية.